د. ماجد عزت إسرائيل 
 ببالغ الحزن والأسى ننعي الإعلامي عاطف كامل الذي رحل عن عالمنا يوم 25 أغسطس 2025م إثر أزمة قلبية حادّة. فقد كان واحدًا من الوجوه التلفزيونية البارزة التي تركت أثرًا طيبًا في الذاكرة المصرية، بصوته الهادئ، وحضوره المهني، وبرامجه التي لامست أحلام الناس وهمومهم.

 وتتقدّم كلماتُ الامتنان والتقدير إلى الدكتورة منى رومان على موقفها الإنساني النبيل؛ فعلى الرغم من انفصالهما منذ عام 2009م، فقد اصطحبت نجلي الراحل كيفين وكارول إلى القاهرة يوم 28 أغسطس 2025 لوداع والدهم، فكانت قدوة في الوفاء وحسن الرعاية، ووقفةً تُحسَب لها كأمٍّ ومربيةٍ واعية. كما نأسف لتناول بعض المنابر الإعلامية خبر الرحيل بصور متباينة لا تعبّر بدقّة عمّا أكّدته د. منى رومان من حقائق؛ إذ لم تقصّر يومًا في رعاية أبنائها منذ انتقالها إلى الولايات المتحدة، فكانت نموذجًا للإعلامية ذات الحس الاجتماعي والمسؤولية الأسرية.

 والراحل عاطف كامل من مواليد عام 1965م، حصل على بكالوريوس في التجارة الخارجية وإدارة الأعمال، ثم دبلوم الدراسات العليا في الإعلام والصحافة من جامعة القاهرة. بدأ مسيرته صحفيًا في مجلة صباح الخير تحت إشراف الإعلامي مفيد فوزي، قبل أن ينتقل إلى التلفزيون المصري حيث لمع اسمه في برنامجه الشهير «لو بطلّنا نحلم»؛ وهو العنوان الذي استلهمه من أغنية كتبها الشاعر عصام عبد الله، ولحّنها الموسيقار مصطفى علي إسماعيل، وغنّاها الفنان محمد منير (ضمن ألبوم افتح قلبك عام 1994م). وقد شجّعته الإعلامية الراحلة سهير الإتربي منذ أول اختبار كاميرا عام 1997م، فكان حضوره وحواراته جسرًا بين الشباب والمسؤولين، وشارك لاحقًا في تقديم البرامج الإخبارية وبرنامج صباح الخير يا مصر.

 وقد نعته الهيئة الوطنية للإعلام ببالغ الحزن، مؤكدة أن مسيرته اتسمت بالمهنية والالتزام، كما خصّته بعض المنابر الإعلامية بكلمات رثاء تقديرًا لعطائه وأثره في ساحة الإعلام المصري. إنّه عزاء واجب للدكتورة منى رومان ولأسرة الراحل الكبير عاطف كامل، الذي سيبقى حاضرًا في ذاكرة محبيه وزملائه بما قدّمه من برامج وأعمال تركت بصمتها في الوجدان المصري.

نتقدّم بخالص العزاء والمواساة إلى أولاد الإعلامي الراحل وأسرته الكريمة، سائلين الرب أن يمنحهم التعزية والصبر. ونذكر ما قاله القديس بولس الرسول لأهل رومية:«فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ» (رو 6: 8).وأيضًا: «إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ» (رو 14: 8).كما نؤمن بما جاء في سفر المزامير: «الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ» (مز 112: 6). وما دامت الحياة تبقي الذكرى حيّة في القلوب، فإن اسم الفقيد سيظل حاضرًا بيننا.
 
ورجاء محبة، علينا جميعًا أن نحترم خصوصية الأسرة، سواء بالكلمة أو الحديث أو عبر وسائل الإعلام، حفظًا لمكانة الراحل وراحة قلوب ذويه.
خالص العزاء، والرب يعزي قلوبكم جميعًا.