القمص رويس الجاولى
++++++++++++
القرن الحادي والعشرين:
+++ حاليًا تتراوح نسبة مسيحيي سوريا بين 8 - 10% من السكان، يتركزون في الجزيرة الفراتية ووادي النصارى والمدن الكبرى كحلب ودمشق واللاذقية وحمص وحماة وطرطوس والحسكة والقامشلي والسويداء ودير الزور، وتكاد لا تخلو مدينة سورية من كنيسة. من الناحية العددية تحتفظ محافظة حلب بأكبر عدد من المسيحيين في سوريا، وتليها محافظة حمص. وتضم محافظة السويداء ذات الأغلبيَّة الدرزيَّة على أقلية كبيرة من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وتضم محافظة الحسكة على أقلية كبيرة من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكاثوليكية، إلى جانب تجمعات من أتباع الكنيسة الأرمنية الرسوليّة. ووفقاً للباحث إيفان مانحيم يشكل المسيحيين في محافظة اللاذقية ذات الأغلبيَّة العلويَّة حوالي 14% من السكان.

+++ ووفقاً لتقديرات الباحث مايكل إيزادي يشكل المسيحيين حوالي 11.8% من سكان محافظة طرطوس. وتضم محافظة درعا على أقلية كبيرة من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. وتضم محافظة ريف دمشق على جماعات مسيحية متعددة خصوصاً في مدينة صيدنايا ومعلولا والزبداني. وتضم محافظة حماة على مجتمعات مسيحية خصوصاً في السقيلبية ومحردة. ويُعتبر مسيحيو محافظة إدلب تاريخياً جزءاً من مسيحي سوريا العليا، ومركزها الكنسي في أنطاكية، ولذا فهم على الأغلب امتداد لعائلات مسيحية تعيش في شمال وشمال غرب سوريا الحديثة، وجنوب غرب تركيا، بل إن العديد من الأسر المسيحية الإدلبية قدمت من لواء الإسكندرون بعد اتفاقية منح اللواء لتركيا في ثلاثينات القرن العشرين.

+++ وفقاً لبي بي سي على الرغم من وضع المسيحيين كأقلية، كان المسيحيون منذ فترة طويلة ممثلين بشكل كبير بين النخبة في سوريا. لقد تم تمثيلهم في العديد من الجماعات السياسية التي تنافست من أجل السيطرة على البلاد، بما في ذلك الحركات القومية الاشتراكية العربية العلمانية التي برزت في نهاية المطاف. وكان ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث، الذي يحكم سوريا منذ عام 1963 مسيحيًا، وقد صعد المسيحيين إلى مناصب عليا في الحزب والحكومة وقوات الأمن، على الرغم من أنه لا يُنظر إليهم عمومًا على امتلاكهم سلطة حقيقية مقارنةً بسلطة العلويين والسنّة. وعلى الرغم من ذلك، مثل غيرهم من السوريين، كانت لديهم حريات مدنية وسياسية محدودة للغاية، وبحسب تقرير لبي بي سي يُعتقد أن المسيحيين قدّروا الحقوق والحماية الممنوحة للأقليات من قبل حافظ الأسد، الذي كان رئيسًا بين عام 1971 وعام 2000، وابنه بشار الأسد.

+++ صدر عام 2006 قوانين منظمة للأحوال الشخصية وفق الشرائع المسيحية على شكل ثلاثة قوانين واحدة للطوائف الكاثوليكية وأخرى للأرثوذكسية الشرقية وثالثة للأرثوذكسية المشرقية، قبل ذلك كان المسيحيون يتبعون قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالمسلمين - وإن لم تنفذ فعليًا من ناحية تعدد الزوجات أو الطلاق دون موافقة السلطة الكنسية - وذلك حفاظًا على النص الدستوري الذي يساوي بين جميع المواطنين أمام القانون، ثم أعيد تفسير النص بشكل سمح بإصدار قوانين خاصة للأحوال الشخصية حسب الطوائف؛ أما في الحياة السياسية يشارك المسيحيون في العمل السياسي عن طريق الحكومة بثلاث وزراء في الجبهة الوطنية التقدمية و17 عضوًا في مجلس الشعب، وبرزت خلال الاحتجاجات السورية سنة 2011 شخصيات سوريّة مسيحية معارضة أمثال جورج صبرا وميشيل كيلو وسواهما.

+++ وبحسب تقرير لبي بي سي يتراجع عدد المسيحيين من الناحية الإحصائية وهو ما يعود في جزء منه لأن معدل الولادة عند المسيحيين أقل بكثير منه عند المسلمين، كما أن هناك اتجاه قوي بين المسيحيين للهجرة. وبحسب مصادر يميل المسيحيون أن يكونوا أكثر تعليمًا وثراءً بالمقارنة مع باقي الطوائف في سوريا.