نادر شكري
في قرية دير مواس، استيقظ الأهالي على فاجعة تقشعر لها الأبدان.. ستة أطفال ووالدهم لقوا مصرعهم بطريقة لا يستوعبها عقل. أطفال أبرياء لم يرتكبوا ذنبًا، انتُزعت حياتهم فجأة في جريمة ستظل جرحًا غائرًا في وجدان كل من يسمع تفاصيلها.

التحريات كشفت أن زوجة الأب الثانية كانت وراء هذه المأساة؛ إذ وضعت مادة سامة في الطعام المخصص للأطفال ووالدهم، بدافع الغيرة والرغبة في التخلص منهم، بعد أن قرر الزوج إعادة زوجته الأولى إلى عصمته مؤخرًا. قرار عائلي بسيط أشعل في نفسها نار الحقد، فأعماها الغضب حتى عن أبسط معاني الإنسانية، لتختار طريقًا دمويًا لم يرحم طفولة ولا أبوة.

المشهد قاسٍ إلى حد يفطر القلوب: جريمة لم تُزهق أرواحًا فحسب، بل قتلت البراءة، وأحرقت حلم أسرة بأكملها، وحوّلت بيتًا كان يجب أن يكون مأوى للأمان إلى مقبرة للصمت والدموع.

وكشفت وزارة الداخلية في بيانها تفاصيل المأساة، حيث أسفرت التحريات عن أن زوجة الأب الثانية هي التي ارتكبت الجريمة، بعدما وضعت مادة سامة داخل خبز الطعام الذي كانت تُعدّه لأبناء زوجها ووالدتهم.

وأوضحت التحريات أن المتهمة أقدمت على هذه الفعلة بدافع الغيرة والانتقام، بعد أن قام زوجها مؤخرًا بإعادة زوجته الأولى إلى عصمته، ما دفعها للاعتقاد بأنه قد يهجرها، فقررت التخلص من أطفاله ووالدتهم بوحشية صادمة.

أهالي القرية ما زالوا يعيشون تحت وقع الصدمة، غير قادرين على استيعاب كيف تحوّلت مشاعر الزوجة إلى جريمة بهذه البشاعة، لتكتب واحدة من أبشع صفحات الجرائم الأسرية في مصر خلال السنوات الأخيرة.

أي قلب هذا الذي لم يرتجف وهو يخطط لقتل أطفال في عمر الزهور؟ وأي عقل يتصور أن الغيرة والأنانية يمكن أن تبرر إزهاق الأرواح؟

القصة ليست مجرد تفاصيل في سجل القضايا، بل درس قاسٍ عن خطورة غياب الرحمة حين تسيطر الغيرة والكراهية. الرحمة التي بدونها يتحول الإنسان إلى وحش، ويصبح أقرب للقاتل منه إلى الأم أو الزوجة.

ستظل هذه الحادثة علامة سوداء في ذاكرة دير مواس، ورسالة مؤلمة لكل أسرة أن الخلافات الزوجية لا يجب أن يدفع ثمنها الأبرياء، وأن الأطفال دائمًا هم الضحية الأولى عندما تُقتل الرحمة في القلوب.