بقلم/ نادر شكري
كيرلس حشمت، شاب مكافح بدأ حياته من لا شيء، لكن بإصراره وطموحه استطاع أن يصنع لنفسه اسمًا لامعًا في عالم التجارة. أسس محلات "كوكو آند إس"، وحقق نجاحًا كبيرًا خلال فترة قصيرة، فتح من خلالها أبواب رزق لمئات الشباب، وأصبح مصدر أمل لآلاف الأسر التي ارتبطت أعمالها بمشروعه.
قصة كيرلس لم تكن مجرد تجارة وبيع وشراء، بل قصة شاب يمثل نموذجًا للشباب المجتهد الذي يسعى أن يبني مستقبله بعرق جبينه. لكن هذا المستقبل الذي بناه خطوة بخطوة، انقلب فجأة إلى كابوس.
القضية الشهيرة المعروفة إعلاميًا بـ"تابلت وزارة التربية والتعليم" جعلت اسمه في دائرة الاتهام. 1100 جهاز تابلت تمت سرقتهم من مخازن الوزارة، ليتهم كيرلس بالمشاركة في بيع 500 جهاز منها. لكن الحقيقة أن كيرلس لم يكن يعلم أنها مسروقة، بل عرضها عليه أحد الموردين على أنها "مصادرات جمارك" رسمية. وبحسن نية، وبثقة في من تعامل معه سابقًا، اشتراها وبدأ يبيعها عبر السوشيال ميديا.
لو كان يعلم أن هذه الأجهزة مسروقة، هل كان سيعرضها أمام الجميع؟ هل كان سيبث مقاطع مباشرة يروج فيها للسلعة علنًا؟ بالتأكيد لا ..لقد وقع في فخ النصب، تمامًا مثل أي شخص يُخدع من تاجر يثق به.
كيرلس لم يهرب من مواجهة مصيره، بل عاد من الصين، حيث كان في رحلة عمل، ليقف أمام القضاء ويقول بوضوح:
"أنا ما سرقتش ولا ظلمت حد.. أنا تاجر اشتريت بضاعة واتضح إنها مسروقة. أول ما عرفت الحقيقة، وقفت البيع، وأعدت الأجهزة الباقية، وطلبت من عملائي يرجعوها."
اليوم، يقف كيرلس أمام حكم قاسٍ بالسجن 10 سنوات، حكم لا يدمّر مستقبله فقط، بل يهدد حياة المئات من الشباب الذين يعملون معه، والأسر التي تعتمد على مشروعه.
لهذا انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة من التعاطف والمناشدة للإفراج عنه. الكل يرى أنه ضحية نصب لا جانٍ، وأن حسن نيته كان واضحًا في كل خطوة. الناس تطالب بالعفو عنه، لأنه لم يشارك في السرقة، بل كان مجرد مشتري حسن النية وقع في المصيدة.
كيرلس اليوم ليس مجرد شاب متهم، بل رمز لقضية أكبر: قضية شاب ناجح كاد أن يُقضى على مستقبله بسبب خطأ لم يرتكبه عمدًا.
ولذلك، تبقى مطالب الناس واضحة: العفو عن كيرلس حشمت، ليعود لمشروعه ونجاحه، وليستمر في دعم المئات من الشباب الذين وجدوا فيه قدوة ومصدر رزق كريم.