محرر الأقباط متحدون
"إنَّ العائلة، في أيّامنا، هي بأمسّ الحاجة إلى أن تُدعَم وتُعزَّز وتُشجَّع: بالصلاة، وبالمثال، وبالعمل الاجتماعي اليقظ، المستعدّ لملاقاة احتياجاتها، ويمكن لشهادتكنّ المواهبيّة وخدمتكنّ كنساء مكرّسات أن تقدّما الكثير في هذا المجال" هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركات في المجامع العامة لأربعة معاهد رهبانية نسائيّة

استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركات في المجامع العامة لأربعة معاهد رهبانية نسائيّة: معهد مرسلات بنات عائلة الناصرة المقدّسة، معهد بنات الناصرة ومعهد رسولات العائلة المقدّسة، وراهبات المحبّة لمريم القدّيسة (المعروفات براهبات المشورة الصالحة) وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيفاته وقال يسعدني أن ألتقي بكنّ بمناسبة مجامعكن العامة: إنّها أوقات نعمة، عطية للكنيسة، فضلًا عن كونها عطية لرهبانياتكنّ.

تابع الأب الأقدس يقول تنعقد اجتماعاتكنّ في زمن يوبيل الرجاء. ذاك الرجاء الذي، كما يقول القديس بولس، "لا يُخيِّب"، لأنّه ثمرة فضيلة ممتحَنة، تحركها محبّة الله التي أُفيضت في قلوبنا بواسطة الروح القدس. إنّها كلمات تعبّر جيّدًا عمّا تحملنه اليوم إلى هذه القاعة: أنتن تحملن العطيّة المواهبيّة التي منحها الروح المعزّي يومًا لمؤسِّساتكنّ ومؤسّسيكنّ، والتي ما زالت تتجدّد؛ وتحملن الحضور الأمين والعناية الإلهية للرب في تاريخ معاهدكنّ؛ وتحملن الفضيلة التي بها أجاب اللواتي سبقنَكُنّ – وغالبًا وسط محن قاسية – على عطايا الله. كلّ هذا يجعلكنّ بامتياز شاهدات رجاء: ولا سيما ذاك الرجاء الذي يدعونا دائمًا إلى التطلّع إلى الخيرات الآتية، والذي أنتنّ، كنساء مكرّسات، مدعوّات لأن تكنّ له علامة ونبوءة.

أضاف الحبر الأعظم يقول إنّ لمعاهدكنّ جذورًا متنوّعة، مرتبطة بحياة رجال ونساء الله الذين أجابوا بشجاعة بـ "نعم" على الدعوة: يوزيب مانيانِت، ماريا إنكارناسيون كولومينا، ماريا لويجيا أنجيليكا كلاراك، جوزيبه غوارينو، كارميلا أَوتيري، تريزا فيرارا، أوغسطينوس دي مونتيفِلترو. لقد منحهم الروح القدس جميعًا مواهب خاصّة للخير العام، حتى من خلال إلهام مدارس كبرى في الروحانية، كالفرانسيسكانية والسالزيانية. ولكن ثمّة سمة تجمع الكثير منكنّ: الرغبة في عيش ونقل قيم عائلة الناصرة المقدّسة، بيت الصلاة، مدرسة المحبّة، ونموذج القداسة. وهذا ما أودّ التوقّف عنده قليلًا.

تابع الأب الأقدس يقول خلال زيارته للأرض المقدّسة، وفي حديثه إلى المؤمنين في بازيليك البشارة، أعرب القديس بولس السادس، عن أمنيته في أن تُفهم، أكثر فأكثر، من خلال النظر إلى يسوع ومريم ويوسف، أهميّة العائلة، وشركة المحبّة التي تجمعها، وجمالها البسيط والمتقشّف، وطابعها المقدّس الذي لا يُمسّ، وتربيتها الودودة، ووظيفتها الطبيعية التي لا غنى عنها في المجتمع. وما أشدّ الحاجة إلى كلّ ذلك اليوم! إنَّ العائلة، في أيّامنا، هي بأمسّ الحاجة إلى أن تُدعَم وتُعزَّز وتُشجَّع: بالصلاة، وبالمثال، وبالعمل الاجتماعي اليقظ، المستعدّ لملاقاة احتياجاتها، ويمكن لشهادتكنّ المواهبيّة وخدمتكنّ كنساء مكرّسات أن تقدّما الكثير في هذا المجال. لذا أدعوكنّ إلى التأمّل بما قدّمته معاهدكنّ عبر الزمن لصالح العديد من العائلات – من أطفال وفتيات وأمهات وآباء ومسنّين وشبّان – وإلى تجديد التزامكنّ لكي تزهر في بيوتنا، كما تقول الليتورجيا، "الفضائل نفسها ومحبّة العائلة المقدّسة عينها". واصِلن الرسالة التي أُوكِلَت إليكنّ، في صنع "العائلة" والاقتراب من الأشخاص الذين تخدمنهم: بالصلاة، بالإصغاء، بالمشورة، بالمساعدة، لكي تُنمّين وتنشرن، في مختلف البيئات التي تعملن فيها، روح بيت الناصرة. وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته بالقول أيتها الأخوات العزيزات، أشكركنّ على ما تقمن به من عمل في مناطق كثيرة من العالم. أستودعكنّ للرب في الصلاة، وأوكلكنّ إلى شفاعة أمّ الله والقديس يوسف، وأبارككنّ من كلّ قلبي.