ايزيس حبيب
لماذا اهتم الله في بداية الخليقة أن يكون البذرة ألأولي للأسرة؟
("وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ»." (تك 2: 18).
كان هدف الله من تكوين ألأسرة هو إشباع الإحتياجات الإنسانية و ألإستمتاع و إيجاد حياة شركة متكاملة ( لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تك 2: 24).
فكان هدف الله ألأول هو تسديد تلك الاحتياجات ألإنسانية لدي الإنسان الذي اوضحه العالم ماسلو ووصف الدوافع التي تُحرّكه؛ وتتلخص هذه الاحتياجات في: الاحتياجات الفسيولوجية، وحاجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات.
لذلك جاءت أهمية تكوين الأسرة في أنها المكان الوحيد الذي يجب أن يحصل فيه الفرد علي كل تلك الإحتياجات التي أوجدها الله فيه، بجانب أيضا تعمير ألأرض( وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ تك28:1)
الأسرة هي كأي كائن حي يحيا و ينمو و يتغذي علي الإهتمام و الرعاية و إعطائها الوقت الكافي و المناسب لها ،مثلها مثل أي كائن حي ،و تمرض و تذبل إذا أهملناها و لم تنل الرعاية اللازمة لها .
أيضا كما أن هناك صحة نفسية للفرد و نضوج نفسي و روحي هكذا أيضا الأسرة لها مقاييس للنضج النفسي و الروحي،
و كما أنه مهما بلغ الفرد من نضج نفسي يأتي وقت ما يكون فيه أقل نضجاً عند ظروف حياتية معينة، هكذا ألأسرة يأتي عليها وقت تكون فيه أقل نضجاً،عندما تتعرض لظروف معينة مثل حالات وفاة داخل الأسرة ،او أزمة مالية و إقتصادية أو مرور الأولاد بتجارب و أزمات نفسية ، كل تلك الظروف قد تزلزل كيان الأسرة و تهز أمنها و سلامها الداخلي .
و لعل التعامل مع تلك الظروف هي التي تقول لنا عما أذا كانت الأسرة ناضجة كفاية ام غير ناضجة، و تعبر تلك الأزمات بسلام دون خسارة أحد أفراد الأسرة و حفظ سلامها.
حدوث هزة في الأسرة أو إخفاق ما في حل مشكلة أو أزمة ليس دليلا علي أن تلك الأسرة غير متزنة، فقد تخفق في بعضها و تنجح في البعض الأخر .
لنا لقاء في الجزء الثاني لنتعرف علي عوامل نضوج الأسرة +