كتبها Oliver
إليك تشتاق النفس.تهيم إلى راحتك.لأنك حين أوجدتني كنت أول من أعرفه.كانت روحي تخاطبك قبل أن أدركها.كان قلبي يحبك قبل أن أحبك.كنت لى قبلما أكون لنفسي.لأنك أيها السيد الخالق جوهر وجودى.

كنت أسمع أناشيد المحبة قبلما أتعلم النطق.كانت تسري في عروقى أشواق و أنا جاهل بها.أودعت معرفتك داخلي قبلما أتبينها. فى الأنفاس أنفاسك قصيدة  و في الدمعات صلاة .كنت أحبو لا أعرف إلى أين و أنت قدامى.تهدهدنى و أنا الصغير لا أعرف فرقاً بين الناس و بينك.

كان أصبعك علي شفتي يضع تسبحةً و أنا كالرضعان أردد لا أقرأ و لا أتكلم. لأنك تسمع صوت غير الناطقين تسمعني.و لأنك تشفق علي غير العارفين تتباني.كنت أفهمك و أنا لا أفطن .أسمعك و أنا لا أدرك من أسمع.كنت في عالمي بين السماء و الأرض  أرى سلماً لا يصعده سوي الصغار.

لم أعرف إلا ملكيتك.لم أكن مِلكاً لنفسي.لم أفهم ما الأرض و ما عليها.كل ميولي إليك و ما في نفسي شيء أتعلق به.كل حضن أتلقاه كان حضنك.كل القبلات قبلاتك.حمَلْتني دون كل الأذرع.لم أطمئن إلا بك.صرت ترفعني ليس كما ترفع الأم رضيعها بل إلى ما هو أعلي و أعلي حتي نظرت ملائكة السماء.

خلقتني بلا رغبة في الأشياء.أنت الكل لى فلم أحتاج سواك. تعلمت أننى إبنك قبلما أعرف أنك أبي.هكذا جعلتنى جنيناً للحرية . و أنا بلا وزن صار العالم بلا وزن عندي. بأطراف لا حيز لها صرت أشب علي أعتاب السماء.صار رفع أناملي تعظيماً للقديرو بقدمين حافيتين دست العالم.

الإلتصاق بالرب يتم بلا جهد.نحن على صورة الرب مخلوقين نشتاق إليه بطبيعتنا غير الملوثة.ما أن نتحمم الحميم الثاني نجد أنفسنا كالملائكة و السماء موطننا.لا نعرف الدينونة و لا أشكال الشر و لا نفهم إلا الحب.لذلك لا تفارقنا الأفراح حتى في بكاءنا.لا تغادرنا الإبتسامة حتى فى أوجاعنا.

الرب يخاطبني بكل اللغات و أنا لا أعرف ما لغتي.جعل عيني لا ترى إلا بالمحبة.جعل فى قلوب الجميع شفقة نحوى.ففهمت أنا غير الفاهم كيف صيرني محبوباً.فرحت بالرب صانع سلامي لأن عليه يتكل الرضعان.يدفع عنا المخاطر و نحن لا ندرك ما المخاطر.كل رضيع يختبر قيمته في قلب الرب.

الرب يجعل للرضعان نعمة فينالوا حب الجميع .يتكرس الجميع لخدمتنا بلا مقابل.يهتمون بنا نحن موضع إهتمام صانعنا.لا نحمل هماً لا نعرف لأنفسنا أعداءاً و لا يشغل بالنا إلا السيد الرب.يخاطبنا بلغة الرضعان فنعرفه.لا نعرف حتى أنفسنا لأننا بالتمام متكلون عليه .يُطمئننا أننا به صرنا و له نعيش فنرتاح حين يخاطبنا و بلا أى إحساس بالذات نعرف أنه يحبنا  هكذا تسبحة الرضيع.