محرر الأقباط متحدون
في 12 أغسطسمن كلّ عام، تُحيي الدول اليومَ العالميّ للشباب. في هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» الكاهن فادي العلم، خادم رعيّة مار جرجس في منطقة الدكوانة، التابعة لأبرشيّة أنطلياس اللبنانيّة المارونيّة، ليُخبِرنا عن أهمّية هذا اليوم الدوليّ وعن الأساليب التي يعتمدها داخل رعيّته لتفعيل دور الشباب.
يقول العلم: «أعلنت الأمم المتحدة تاريخ 12 أغسطس/آب يومًا دوليًّا للشباب بغية تسليط الضوء على أهمية دورهم في المجتمع وتعزيز مشاركتهم في التنمية المستدامة وحقوق الإنسان والسلام العالمي. ففي عام 1985، عقِد مؤتمر عالمي للشباب في فيينا، خرج بتوصية رئيسة تتمثّل في تخصيص يوم للاحتفال بالشباب وإبراز دورهم. ويُسلّط هذا اليوم الضوء على تعزيز الوعي إزاء قضايا الشباب، مثل التركيز على التحدّيات التي تواجههم، كالبطالة، التعليم، التغيّر المناخي، التهميش السياسي، والصحّة النفسيّة. كما يجب تحفيز الحكومات والمجتمعات على إشراك الشباب في صنع القرار وتمكينهم اقتصاديًّا واجتماعيًّا. والشباب عناصر أساسيّون في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، كالقضاء على الفقر وتحقيق المساواة».
ويُضيف: «شعار هذا اليوم يختلف في كلّ سنة، لكنّه يُركّز عمومًا على مواضيع مثل التحوّل التعليمي، الشباب وصنع السلام، والابتكار لأجل العمل المناخي. وتنظّم الأمم المتحدة فعاليات حواريّة وبرامج تدريبيّة لدعم الشباب حول العالم».
ويؤكّد: «أَحرصُ على تشجيع الشباب عبر أساليب عمليّة وروحيّة، منها: إيجاد بيئة جاذبة وداعمة تهتمّ بتنظيم لقاءات حواريّة مفتوحة مع الشباب لسماع أفكارهم ومخاوفهم، وإعطائهم فرصة لصنع القرارات الرعويّة، وكذلك توفير نشاطات غير تقليديّة مثل الرحلات، المسابقات، العروض الفنّيّة، أو حتّى الأنشطة الرياضيّة بصبغة روحيّة. وأعمل أيضًا على تمكين الشباب روحيًّا وعمليًّا عبر توفير فرص قياديّة تعمل على إشراكهم في الخدمة ضمن الكورال، وفريق الإعلام الكنسيّ، أو لجان العمل الاجتماعيّ. ويجب تنفيذ تدريب متخصّص، عبر تنظيم ورش عمل حول الإنجيل، الليتورجيا، أو حتّى مهارات القيادة المسيحيّة».
ويزيد العلم: «أتعامل مع الشباب كأب روحي قريب، لا كسلطة بعيدة، وأشاركهم حتّى في لحظات الضعف لتعزيز ثقتهم. وأشجّعهم، بشكل فردي، على استثمار مواهبهم في الرعيّة، في مجالات مثل الموسيقى، التكنولوجيا، والتخطيط. كما يجب ربط الإيمان بالحياة اليوميّة، عبر عظات مُوجَّهة تهتمّ بطرح موضوعات تتناول الهويّة، الفرح، العلاقات، والتحدّيات الاجتماعيّة. ويجب توفير خدمة مجتمعيّة تعنى بتنظيم مشاريع تطوعية، كزيارة مرضى، ودعم محتاجين، بهدف ربط الإيمان بالعمل».
ويُتابع: «يجب تأمين تواصل دائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل واتساب وإنستغرام، لإرسال رسائل تشجيعيّة، أو التذكير بالفعاليّات. ويتوجّب أيضًا الاحتفال بإنجازات الشباب عبر إبراز نجاحاتهم في الخدمة، وتكريمهم بواسطة شهادات وكلمات شكر، ممّا يعزّز انتماءهم. ويتجلّى الهدف النهائي في جعل الكنيسة بيتًا للشباب، لا مكانًا للطقوس فحسب، بل للانتماء والنموّ الروحي والإنساني».
ويروي: «"لا تُطفِئوا الروح، لا تَحتقِروا النبوءات. امتَحِنوا كلّ شيء وتمسَّكوا بالحسَنِ" (1 تس 5: 19-21). أيّها الأحبّاء، أنتم رجاء الكنيسة والعالم! أعلم أنّكم تواجهون تحدّياتٍ كثيرة وهي الدراسة، القلق من المستقبل، وحتّى تساؤلات تتعلّق بالإيمان. لكن ثقوا في أنّ الله معكم، وهو يدعوكم لتكونوا "ملح الأرض ونور العالم". أنا أؤمن بكم وبقدرتكم على تغيير المجتمع بدءًا بأنفسكم. لستم مجرّد حضور في الكنيسة، بل قلبها النابض! شاركوا بمواهبكم، سواء في الترتيل، الخدمة، أو حتّى الاهتمام ببعضكم. لا تنتظروا أن نطلب منكم، بل بادِروا».
ويختِم العلم: «أنا هنا لأسمعكم، لأصلّي معكم، وأساندكم. لا تخافوا من السقوط، فالنُهوض هو جزء من رحلتكم. أعدكم بأنّ الكنيسة ستكون دائمًا بيتًا لكم، لا مكانًا للطقوس فحسب، بل للقاء الله والإخوة. في هذا اليوم، أدعوكم إلى تجربةٍ جديدة مع المسيح: اقرأوا إنجيل اليوم، زوروا مريضًا، أو شاركوا في نشاطٍ رعوي. سترون كيف سيُضيء إيمانُكم حياتكم!».