محرر الأقباط متحدون
رحب السفير البابوي في كمبوديا وتايلاند، رئيس الأساقفة بيتر براين ويلز، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجارين الآسيويين وعبر عن سروره لأن مسيرة الحوار الثنائية أفضت إلى هذا الاتفاق، وأمل أن تقود هذه العملية إلى المصالحة والسلام الدائم بين الطرفين.
جاءت كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني في أعقاب الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق الثنائي بعد مواجهات مسلحة بين البلدين استمرت لعدة أيام وأسفرت عن سقوط أكثر من أربعين قتيلاً، وتهجير آلاف الأشخاص. وتمنى سيادته – في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الكاثوليكية فيديس – أن يستمر التزام الطرفين في المستقبل، بهدف الحيلولة دون العودة إلى العنف الذي شهدناه في الأسابيع الماضية، كما قال. وأضاف السفير البابوي في كمبوديا وتايلاند أنه من المشجع جداً أن الاهتمام سيُصب الآن على آلاف الأشخاص الذين أجبروا على النزوح عن بلداتهم وقراهم بسبب الصراع المسلح الأخير، مذكراً بأن الأوضاع على الحدود المشتركة مأساوية إذ تشير الأرقام إلى وجود أكثر من مائتين وستين ألف شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.
وأوضحت فيديس أنه تم خلال الأسبوعين الماضيين إنشاء عدد من المخيمات في المحافظات الحدودية، وهذا جاء ثمرة جهود بذلتها الأبرشيات المحلية، لاسيما أبرشية أوبون راتشاتاني، مضيفة أنه يوجد بين هؤلاء المهجرين عدد كبير من النساء والأطفال، وقد تحدث بعض هؤلاء المهجرين إلى وسائل الإعلام مؤكدين أنهم أُجبروا على ترك بيوتهم خلال ساعات قليلة هرباً من القتال المحتدم.
تابعت وكالة الأنباء الكاثوليكية مذكرة بأن القتال بين كمبوديا وتايلاند اندلع نتيجة خلاف طويل الأمد بشأن معابد موجودة عند الحدود المشتركة، يطالب بها الجانبان منذ أن تم ترسيم الحدود من قبل الفرنسيين خلال استعمارهم لكمبوديا عام ١٩٠٧. وكانت المواجهات المسلحة التي وقعت الشهر الماضي الأعنف في المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات، وقد أجبرت – على مر السنين – أكثر من ثلاثمائة ألف شخص على النزوح عن مناطق القتال، من جانبي الحدود.
وقد تم التوصل إلى هدنة بفضل جهود الوساطة التي قام بها رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، وذلك بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن الصين. وتلت وقف إطلاق النار ثلاثة أيام من المفاوضات الثنائية التي استضافتها كوالا لامبور، واختُتمت بإعلان مشترك، التزم بموجبه الطرفان باحترام وقف إطلاق النار الذي يشمل الأهداف المدنية والعسكرية على حد سواء. وتعهد البلدان أيضا بالامتناع عن نشر الأخبار الكاذبة بهدف التخفيف من حدة التوتر، وبعقد اجتماع ثنائي آخر بين الحكومتين خلال فترة أقصاها شهر واحد. وقد وقع على الاتفاق نائب وزير الدفاع التايلاندي Nattaphon Narkphanit ووزير الدفاع الكمبودي Tea Seiha.
وكان البلدان قد تبادلا الاتهامات خلال الأيام الماضية، بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ووقعت مصادمات عند الحدود، التي يبلغ طولها ثمانمائة كيلومتر، لكن سرعان ما توقفت.