القمص رويس الجاولى
( الحضور في المجتمع الأردني )
++++++++++++
+++ لا يوجد اختلافات ثقافيّة كبرى بين المسيحيين العرب والمحيط الأردني العام، بعض الاختلافات تنشأ من الفروق الدينية، ففي المناسبات الاجتماعية التي يكون المشاركون فيها من مسيحيين غالبًا ما تقدم مشروبات كحولية على خلاف ما هو سائد لدى أغلب المجتمعات العربيّة لكون الشريعة الإسلامية تحرّم مثل هذه المشروبات. المسيحيون العرب في الأردن، يختنون ذكورهم في الغالب كالمسلمين رغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العهد الجديد أي أن مختلف الكنائس لا تلزم أتباعها بها. ومن ناحية ثانية فإن المسيحيين العرب يستخدمون لفظ الجلالة «الله» للإشارة إلى الإله الذي يعبدونه، علمًا أن لفظ الجلالة المذكور قادم من الثقافة الإسلامية ولا مقابل له لدى مسيحيي العالم الآخرين، باستثناء مالطة، حيث يستخدم مسيحيو الجزيرة لفظ الجلالة أيضًا. ويحمل عدد من المسيحيين في الأردن أسماء ذات صبغة إسلامية مثل محمد وعُمر وخالد، منهم الكاهن محمد شرايحة، وهو كاهن من كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.
+++ أتاح المسلمون للمسيحيين الاندماج بشكل جيد في المجتمع الأردني ويتمتعون بمستوى عال من الحرية. بحسب مركز بيو للأبحاث عام 2010 لدى أغلبية المسلمون الأردنيون وجهات نظر إيجابيَّة حول المسيحيين، حيث أظهر 57% منهم عام 2011 آراء إيجابيَّة بالمقارنة مع 60% عام 2006. بحسب مسح لمركز بيو للأبحاث نُشر عام 2013 يقول 25% من المسلمين الأردنيين إنهم يعرفون بعضًا أو كثيرًا عن المعتقدات المسيحية، ويقول حوالي 60% من المسلمين الأردنيين أنَّ المسيحية تختلف كثيراً عن الإسلام، بالمقارنة مع 19% منهم يقولون أنَّ للمسيحية الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلام. وقال 3% المسلمين الأردنيين أنهم يُشاركون في اجتماعات دينيَّة منظمة مع المسيحيين. ويُشكل المسيحيين جزءًا هامًا من النخبة السياسية في المملكة والاقتصادية. ويحظون بفرص اقتصادية واجتماعية متساوية في المملكة. وتضم العائلة الهاشميّة المالكة على أفراد من أصول مسيحيَّة وهم كل من الأميرة منى الحسين والملكة نور الحسين.
+++ يتمركز المسيحيون في الأردن في شمال وجنوب البلاد، وخاصًة في مناطق مادبا وعجلون، والحصن، والفحيص، والكرك، والسلط والعقبة. تعتبر كل من الفحيص والحصن من البلدات ذات الغالبية المسيحية في الأردن. وتعود جذور التركيبة السكانيّة لمدينة مادبا إلى القرن التاسع عشر، إذ إنَّ المدينة الحالية تأسَّست خلال تلك الفترة، نتيجة هجرة عددٍ كبيرٍ من العائلات المسيحيَّة من مدينة الكرك جنوباً واستقرارها في موقع مادبا المعاصر. وهم ممثلون في البرلمان بتسعة مقاعد من أصل 130 كما أنهم ممثلون بالحكومة ومختلف مؤسسات وأجهزة الدولة الرسمية. وأيضًا هناك مسيحيون وصلوا إلى مناصب وزارية هامة، منهم السفراء، ووصل بعضهم إلى رتب عسكرية عالية. وفقًا لنيويورك تايمز وجدت دراسة أجريت من قبل سفارة غربيَّة أن نصف أسر رجال الأعمال البارزين في الأردن كانت مسيحية. ويسمح للمسيحيين من القطاع العام والخاص ترك العمل لحضور قداس يوم الأحد، والاحتفال علنًا بجميع الاحتفالات الدينية المسيحية. وقد أنشأ المسيحيين علاقات جيدة مع العائلة المالكة والحكومة مسؤولون أردنيون مختلفين، ولديهم محاكمهم الكنسية الخاصة لمسائل الأحوال الشخصية. وقد ساهمت الحكومة الأردنية في تحسين موقع الحج في نهر الأردن حيث موقع معمودية يسوع. وبحسب المعطيات الحكومية يمتلك المسيحيون الأردنيون كفاءات ومؤهلات عالية، ومستوى علمي واقتصادي وتعليمي عالي.