القمص رويس الجاولى
( تابع التركيبة السكانية) 
هناك ما يُقدر بنحو 3,000 أرمني يعيشون في البلاد ومنهم حوالي 2,500 شخص أعضاء في الكنيسة الرسولية الأرمنية، ويتحدثون في الغالب اللهجة الأرمنية الغربية. ويشكل الأرمن الغالبية العظمى من المواطنين المسيحيين غير العرب في البلاد.
 
كان هناك حوالي 6000 أرمني يعيشون في الأردن خلال الفترة بين عام 1930 إلى عام 1946 وكانت تعود أصول معظمهم إلى أرمينيا الغربية حيث قدموا الأردن هرباً من الإبادة الجماعية للأرمن. بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، جاءت موجة جديدة من المهاجرين من فلسطين إلى الأردن مما زاد عدد الأرمن إلى حوالي 10,000.
 
لكن ابتداءً من الخمسينيات من القرن العشرين، وخاصةً بعد حرب الأيام الستة عام 1967، شهد الأردن هجرة العديد من الأرمن إلى أستراليا وكندا والولايات المتحدة، وهو اتجاه استمر في السبعينيات من القرن العشرين، مما أدى إلى انخفاض أعداد الأرمن الأردنيين إلى حوالي 3,000.
 
غالبية هؤلاء الأرمن هم من نسل الناجين من الإبادة الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى الذين تم ترحيلهم من الدولة العثمانية في الأناضول وكيليكيا أو فروا إلى سوريا ثم الأردن. أقام اللاجئون الأرمن الأوائل في الأردن بشكل رئيسي في أماكن مثل معان والشوبك والكرك ومادبا والرصيفة. في الوقت الحاضر، يعيش غالبية الأرمن في العاصمة عمان، مع عدد قليل من العائلات في إربد والعقبة ومادبا والزرقاء.
 
عمل الأرمن تقليدياً في التصوير الفوتوغرافي والأزياء وميكانيكا السيارات والأعمال المهنية والتجارة الصغيرة. تقع معظم المنظمات والمدارس والمباني الدينية الأرمنية في حي جبل الأشرفية بعمان ويطلق عليه أيضًا الحي الأرمني.
 
( الأوضاع الحالية لمسيحيي الأردن) 
صرح الدكتور إحسان محاسنة أن المورثات المنتشرة في الوطن العربي تشكل 93% من مورثات الأردنيين، وأن مورثات المسيحيين الأردنيين قادمة من الفرع القحطاني سيّما عن طريق الغساسنة. بين الطوائف المسيحية المعترف بها الروم الأرثوذكس ويتبعون بطريركية القدس وشرق الأردن، وكنيسة اللاتين ومركزهم بطريركية القدس، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وكنيسة الأرمن الأرثوذكس، والكنيسة المارونية، والأنجليكانية والكنائس الآشورية ويشكل أتباع هذه الكنائس غالبية سكان الأردن المسيحيين.
 
هناك تواجد للكنيسة اللوثرية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والسبتيين، والكنيسة الخمسينية، وكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، والكنائس المشيخية وتشكل هذه الكنائس أقلية بين السكان المسيحيين. بالإضافة إلى الطوائف المعترف بها هناك تجمعات دينية يسمح لها العمل بحرية، ولكن لم يتم الاعتراف بها من قبل الحكومة. منها الكنيسة الإنجيلية الحرة، وكنيسة الناصري، وجمعيات الله، والكنيسة المعمدانية، والتحالف المسيحي التبشيري.
 
 وفقاً لمركز بيو، بلغت نسبة المسيحيين في الأردن نحو 2.2% من السكان سنة 2010، ومن المتوقع أن تصبح نسبتهم 2.1% سنة 2050، ومن المتوقع أن تزداد أعداد المسيحيين من 130,000 عام 2010 إلى 240,000 عام 2050. ويرجع الانخفاض في النسب إلى حد كبير إلى انخفاض معدلات المواليد المسيحيين مقارنة مع المسلمين، وإلى تدفق قوي من المهاجرين المسلمين من الدول المجاورة. بالإضافة إلى هجرة المسيحيين العالية مقارنة بالمسلمين، وذلك بسبب المستوى العلمي والاقتصادي والتعليمي العالي عند المسيحيين.
 
وفي عام 2010 كان معدل الأعمار بين مسيحيي البلاد حوالي 23 وهو أعلى من معدل الأعمار العام البالغ 21. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في الأردن المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 6,500 شخص.
 
هناك عدد كبير من اللاجئين العراقيين المقيمين في الأردن، يأتي ذلك بسبب الغزو الأمريكي عام 2003 ولنزوحهم من الوضع السياسي المضطرب في بلادهم. وصل عددهم إلى نحو مليون لاجئ عام 2007، منهم بين 100,000 إلى 150,000 من الآشوريين (السريان) المسيحيين بحسب التقديرات غير الرسمية. في حين تشير التقديرات الرسمية أن تعدادهم يتراوح بين 10,000 إلى 15,000 شخص.
 
حيث يعتبر الأردن محطة بطريق الهجرة، ويسكن فيها المسيحيون العراقيون مؤقتاً قبل إكمال طريقهم بالهجرة خصوصاً نحو أستراليا وكندا والسويد. وقد شهد الأردن عبور مسيحيي العراق (آشوريون، وسريان، وكلدان) منذ حرب الخليج الثانية (1990)، وازدادت بعد الغزو الأمريكي بسنة 2003، ووصلت حركة الهجرة أوجها بعد سقوط الموصل وسهل نينوى بيد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
 
إضافة لأنشطة سلطات إقليم كردستان العراق، ضد المسيحيين التي يعتبرها البعض تطهيراًَ عرقياً لأي جماعية عرقية غير كردية سواءاً في العراق أو في سوريا.