محرر الأقباط متحدون
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم السيدة العذراء مريم لعام 2025، والذي يمتد لمدة 15 يومًا، ويُقام خلاله الصلوات اليومية والقداسات والنهضات الروحية في مختلف الكنائس على مستوى البلاد. يُعتبر صوم العذراء من أصوام الدرجة الثانية، ويتميز بخصوصيته الفريدة كونه الصوم الوحيد الذي فرضه الشعب على الكنيسة، وهو من أكثر الأصوام قربًا إلى قلوب الأقباط لما يتضمنه من طقوس وروحانيات مميزة تعبر عن محبة خاصة للسيدة العذراء.
يمتنع خلالها الصائمون عن تناول اللحوم ومنتجاتها، مع السماح بتناول الأسماك، بينما يختار البعض التقشف الشديد عبر الالتزام بالخبز والملح فقط، استجابة لنذور شخصية أو رغبة في التعبير عن التقوى والتزهد.
من جهته، قال مرقس ميلاد، الباحث الكنسى، إن صوم العذراء مريم من الأصوام المحببة جدًا للشعب القبطى، وهو الصوم الوحيد الذى فرضه الشعب على الكنيسة بعكس باقى الأصوام الكنسية.
وفي تصريح خاص لـ«الدستور»، أوضح مرقس ميلاد، أن صوم العذراء نشأ كممارسة شعبية قبل أن يُدمج في الأصول الرسمية للكنيسة، ولم يُذكر في القوانين الكنسية حتى القرن الحادي عشر. وأشار إلى أن أول إشارة معروفة له كانت في كتاب "الدياتار" للشابشتي في القرن العاشر، حيث وصف صومًا لمدة ثلاثة أيام قبل الصوم الكبير، فيما أكد ذلك أيضًا أبو الفرج الأصفهاني والشيخ القبطي أبو المكارم في كتاباتهما.
كما أوضح ميلاد أن الصوم ظل اختياريًا في القوانين الرسمية، مثل قانون البابا غبريال الثامن في القرن السابع عشر، إلا أن محبة الشعب القبطى للسيدة العذراء جعلت الالتزام به واسع الانتشار، وبعض الصائمين يلتزمون فيه بتقشف أكبر من صوم الصوم الكبير.