د. وسيم السيسي
حقًا أساتذة فى فن الكذب، لم أرَ فى حياتى بجاحة تشبه هذه البجاحة، ولا جهلًا بكتابهم المقدس يشبه هذا الجهل. يقول الوزير الإسرائيلى سموتريتش، وزير مالية إسرائيل: لا يوجد شىء اسمه فلسطين، فهو اختراع وهمى لم يتجاوز عمره مائة سنة، وفقًا لصحيفة الجزيرة نت. هذا الوزير الجاهل بكتابه عليه أن يقرأ صموئيل الأول إصحاح ٢٩، وكيف لجأ داوود هربًا من شاول الملك إلى الفلسطينيين، ولكنهم أكرموه، وأعادوه، والإصحاح تحت عنوان: أخيش يعيد داوود إلى صقلغ. يقول هؤلاء الجهلة بكتابهم: لم يكن هناك بلد باسم غزة، بينما نجد فى إنجيل متى أن فيلبس عمَّد «من التعميد بالماء» ملك الحبشة «كن كرداكا» فى غزة.

يقول هؤلاء الجهلة بكتابهم إن المصريين القدماء «الفراعنة» أبادوا العبرانيين!، بينما نقرأ فى كتابهم أن العبرانيين بعد خروجهم من مصر ثاروا على موسى، وقالوا له: لماذا أخرجتنا من مصر وقد كنا فى مصر نأكل لحمًا حتى نشبع؟!، ليس هذا فقط، بل عند خروجهم من مصر إلى سيناء، طلبوا ثيابنا، وفضتنا، وذهبنا، فأعطيناهم هذا كله، كما أن بيوتهم كانت مثل بيوتنا، حتى إن الملاك المهلك لأبكار المصريين من بكر فرعون لبكر البهيمة علَّموا بيوتهم بالدم حتى يستطيع الملاك أن يفرّق بين بيوت المصريين والعبرانيين!. أين هى الإبادة؟، بل القتل جاء من جانبهم، حين قتل موسى المصرى وهرب إلى مدين، وبالرغم من أن كاهن مدين زوّج موسى ابنته إلا أن موسى وعشيرته قتلوا، بل أبادوا أهل مدين، الرجال، والنساء، والصبيان ماعدا العذارى فقط.

هذه هى الإبادة التى تعودوا عليها من قديم. أساتذة فى فن الكذب حقًا، يقولون فلسطين وشعب فلسطين ليس لهما وجود إلا منذ مائة عام، ونقرأ فى كتابهم أن إبراهيم التوراتى كذب على ملك مصر، وقال له: سارة أختى «كانت سارة عند مجىء إبراهيم إلى مصر ٧٠ سنة عمرًا، وراعية غنم، ورعاة الغنم رجس (نجاسة) للمصريين»، كما قال يوسف لإخوته، المهم أن الملك اكتشف أن سارة زوجته، فأتى بالزوج وقال له؟: ما الذى صنعته بى، لماذا قلت إنها أختك وهى زوجتك؟!. ها هى امرأتك خذها واخرج من مصر، وأعطاه بغالًا وحميرًا وحراسًا يوصلونه لخارج مصر، فقال إبراهيم التوراتى لسارة: لأنى نلت خيرًا بسببك فى مصر «البغال والحمير» سوف نذهب إلى أبيمالك ملك جرار فى فلسطين، قولى له إنك أختى!!. بغض النظر عن هذا المستوى الأخلاقى، إلا أن فلسطين كانت موجودة، ولها ممالك وملوك من قبل عصر إبراهيم التوراتى.

يتحدثون عن الإبادة، وتاريخهم كله إبادة للآخرين. اقرأ فى سفر الخروج إصحاح ٣٢: قال موسى لشعبه: اقتلوا كل واحد أخاه، وكل واحد صاحبه، وكل واحد قريبه، وقع من الشعب فى ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل!!.

إن مأساة هؤلاء «بلاء العالم» النصوص، وقد عبر عن هذا الرأى سيمجوند فرويد عالِم النفس الشهير فى كتابه موسى والتوحيد: كان إله اليهود إلهًا فظًا ضيق العقل، محليًا، عنيفًا، ومتعطشًا للدماء، شجع أتباعه على أن يخلصوا البلد «فلسطين» من سكانه الأصليين بحد السيف. أخيرًا فى استفتاء لبنى الخزر «إسرائيل»، ٦٦٪ يرون أن هذه الدويلة إلى زوال، حقًا مَن قام بالعنف سوف ينتهى بالعنف قريبًا، وأن إسرائيل جملة اعتراضية فى تاريخ فلسطين.
نقلا عن المصرى اليوم