محرر الأقباط متحدون
بدأ الجيش الإسرائيلي تقليص وجوده العسكري في قطاع غزة، في مؤشر واضح على قرب إنهاء العملية العسكرية “عربات جدعون” دون تحقيق أهدافها المعلنة، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
العملية التي انطلقت في مايو الماضي استهدفت، وفق تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس ومسؤولين آخرين، غزو القطاع، القضاء على حركة حماس، نقل المدنيين إلى جنوب غزة، ومنع الحركة من السيطرة على المساعدات، إضافة إلى الإفراج عن جميع الرهائن.
غير أن أياً من هذه الأهداف لم يتحقق حتى الآن. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي سحب الفرقة 98 التي تضم قوات مظلية وكوماندوز، إلى جانب لواءين من الاحتياط.
كما توقفت العمليات العسكرية المباشرة في عدد من المناطق، خشية المساس بالرهائن، وسط تهديدات من حماس بإعدامهم في حال اقتراب القوات من مواقع احتجازهم.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي السيطرة على نحو 75% من أراضي غزة، لا تزال المقاومة المسلحة لحماس قائمة في عدة مناطق، خاصة في خان يونس، حيث نُفذ كمين جديد استهدف وحدة إسرائيلية مؤخرًا.
وأكدت التقارير الإسرائيلية أن أكثر من مليون فلسطيني لا يزالون في مناطق شمال ووسط القطاع، رغم مخطط التهجير الذي لم ينفذ. كما لم تُحرز أي تقدم فعلي في خطة تحرير الرهائن، التي يعتقد أن نحو 20 منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة. توقفت المفاوضات مع حماس، وسحب كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وفديهما من قطر الشهر الماضي.
فيما يتعلق بتوزيع المساعدات، فشلت خطة إسرائيلية مدعومة من واشنطن لتوزيع المواد الإغاثية عبر جهة مجهولة تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، وسط حوادث إطلاق نار مميتة في مواقع التوزيع وتزايد حالات المجاعة، ما دفع إسرائيل إلى التراجع والعودة إلى آلية الشاحنات التقليدية والإسقاط الجوي، مع اعترافها بأن بعض المساعدات قد تصل إلى حماس.
التقارير الإسرائيلية تحدثت عن خيارين أمام صناع القرار: إما تنفيذ غزو شامل، وهو ما يُعارضه الجيش بسبب استنزافه الكبير وعدم واقعية الهدف، أو مواصلة عمليات استنزاف محدودة ومحاصرة قدرات حماس تدريجيًا.
ومع تراجع الزخم السياسي والعسكري، يبدو أن العملية العسكرية التي وُصفت في بدايتها بأنها شاملة ستنتهي دون تحقيق أهدافها الأساسية، وسط جدل داخلي بشأن فاعلية الاستمرار في التصعيد.