الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
الرجاء المسيحي رجاءٌ أساسه القيامة، رجاءٌ يتخطّى ظلام القبر. فرسالة يسوع تعلن إخفاقها من فوق الصليب، تبدّد التلاميذ، خفتت الأصوات إلا صوت السوط والصراخ والنواح لنسوة كنَّ أشجع من باقي التلاميذ واللائي لم يصحبهنّ إلا يوحنَّا! إلا أن الانقلاب الفعليّ يحدث من ظلمة القبر حيث كان من المفترض أن تنبثق رائحة العفن، انتشر عبق القيامة، حيث تطغى ظلمة الموت، شقّ نور القيامة ظلام القبر.

ماذا يعني هذا؟ للمراقب لوضع بعض الكنائس في الشرق الأوسط يرى أنّه يواجهها خطرٌ خارجي وخطرٌ داخلي. الخطر الخارجيّ معروفٌ: إرهاب واضطهاد وتمييز دينيّ وغياب لحق الإنسان في ممارسة حرّية الضمير والعبادة والتعبير. وليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه. الشقّ الثاني من المخاطر هو المخاطر الداخلية: كنائس تصبح مرآة للمجتمع بتدهوره وانحطاطه، بدلاً من أن تكون صوتاً نبوياً وصرخة لملكوت الله في مجتمعها. 

١. صراعات داخلية حول السلطة، واستغلال لسلطة دينيّة.

٢. غياب للتعليم اللاهوتيّ والكتابي الأكاديميّ فادح.

٣. تكوين كهنوتي ورهبانيّ دون المستوى. 

٤. تصلّب ورجعية في الإدارة الكنسيّة وعلاقة الكنيسة بالمجتمع. 

٥. صراع على كراسٍ وصراع يستغلّ فيه الأقوى الأضعف: الأسقف نحو كهنته، والرئيس نحو رهبانيه، والكهنة والرهبان نحو العلمانيين، وبالطبع الأمر نفسه في الأديرة النسائية حيث يعانين مما يعانيه الرجال أنفسهم، إلى جانب ما تعانينه النساء كونهنّ نسوة!

يوبيل الرجاء يوبيل نبوي — يوشوش؟ يمكن؟ يصرخ؟ يمكن؟ ينغّص؟ يمكن؟ هو دعوة للتأمّل، ربّما في هذا القبر الفارغ! بيقينٍ أن نور القيامة ربما ينبثق بدلاً من العفن والبرودة؟ نعم، ولكنّ الرجاء ليس رجاء خاملًا ساكنًا، بل هو رجاء يسوع المسيح الواعظ المتجول، الذي لحظة موته انشقّ حجاب الهيكل فأصبح لا حواجز، وأصبح الله موجوداً خارجًا خارج الهيكل أيضاً وخارج القبر.

الرجاء ليس انتظاراً بل عملاً ونشاطاً وقوة، يحيطها يقين أنّ القيامة ستنتصر، وأن فجرًا سيأتي.

الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ

#يوبيل_الرجاء_2025