رشدى عوض دميان
  مع الفنان القدير "لطفي لبيب
 لا زلت أتذكر هذا اللقاء العابر 
 مع هذا الرجل العظيم في تواضعه 
وفي بساطته الطفولية، وابتسامته البريئة.
 كان هذا اللقاء في العام الماضي 
-وبدون سابق معرفة- في فرع أحد البنوك 
في منطقة مصر الجديدة، 
بينما كنت خارجاً من الباب الرئيسي للبنك، عندما لمحته وهو يمشي بصعوبة مستنداً على ذراع شاب كان معه، فما كان عليَّ إلا أن أتراجع قليلاً لكي أفسح لهما المدخل الذي كان ضيّقاً إلى حدٍ ما، من ناحية، ومن ناحية أخرى من باب الإحترام والتقدير للغير أيَّاً كانت ظروفهم أو مراكزهم أو أعمارهم.
 
وبعدما دخلوا، وجدته يقف أمامي 
وينظر نحوي بوجهه الضاحك، وعيناه المرسوم 
عليها إبتسامة طبيعية، ثم قال لي ما معناه 
أنه ربما يعرفني، ولكنه لا يتذكر متى وأين تقابلنا 
قبل ذلك، وأنه يعتذر لي عن هذا النسيان؟!
 
**** ولأنني أحسست بمدى شعوره بالأسف، ولأنني كنت على تمام اليقين بأننا فعلاً لم نتقابل قبل ذلك، فقررت أن أخفف عنه هذا الشعور بأن قلت له ضاحكاً:
 "لا عليك يا سيدي الفاضل، حضرتك 
    لست وحدك الذي لا يتذكر متى وأين تقابل معي، 
 (زوجتي أيضاً تنسى ذلك أحياناً)."؟!
 
 ثم أشفقت عليه من الطريقة الهيستيرية التي ظل يضحك بها على ردي عليه، وطلبت منه أن يستند على ذراعي حتى يستطيع أن يجلس على أحد الكراسي في المدخل لكي لا يقع من كثرة ما كان يضحك؟؟!!
 لقاء عابر مع رجل عابر في طريق الحياة 
ومواقف كثيرة ربما تبدو مختلفة وغير ذات معنى، 
  ولكنها (أحياناً) تترك انطباعات إيجابية
  وتعكس الذكريات الطيبة في النفس البشرية.