دكتور بول غبريال – راعي الكنيسة العربية الكتابية - شيكاجو
قال الرسول بولس:
“لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (رومية ٥: ٥).
ما أعمق هذه الكلمات وما أروع هذا الوعد!
في عالم يزداد ضجيجًا واضطرابًا، ومع ضغوط الحياة اليومية التي ترهق النفوس وتُثقِل القلوب، نحن بحاجة ماسة إلى شيء لا يفنى ولا يتغير، إلى مصدر لا ينضب، إلى فيض إلهي يتجاوز حدود الطاقة البشرية… نحتاج إلى محبة الآب السماوي.
لو لم نتزوّد كل صباح بجُرعة جديدة من هذه المحبة، سنُصبح ضعفاء، مرهقين، وربما عِظامًا يابسة في وادٍ من التحديات.
لكن الروح القدس، المُعطى لنا كهبة سماوية، هو الذي يسكب هذه المحبة فينا، ويملأنا بسلام يفوق كل عقل، ويمنحنا طاقة نتجاوز بها الضيق والتعب. فالكتاب يقول:
“وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ…” (غلاطية ٥: ٢٢).
ابدأ يومك بحكمة. لا تخرج إلى العالم دون أن تدخل أولًا إلى مخدعك، إلى خلوة هادئة مع الله، ولو لبضع دقائق. قل له من قلبك:
“يا رب، لا أستطيع أن أواجه هذا اليوم وحدي. املأني بمحبتك وسلامك، كي لا أتصرف بردود أفعالي، بل بروحك القدوس.”
تذكّر، كل يوم يحمل استنزافًا جديدًا، ولكن أيضًا يُخبئ لك نعمة جديدة، فقط إن طلبتها.
قالت المراثي
“جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ هِيَ أَمَانَتُكَ.” (مراثي إرميا ٣: ٢٣).
فلا تتهاون في أن تطلب هذه الجُرعة الإلهية يومًا بيوم، لأنها سر تجديدك وقوتك.
صلاة اليوم:
يا روح الله القدوس، اسكب في قلبي محبة أبي السماوي. جدّد فيَّ سلامك وفرحك، وامنحني قوة لأحيا هذا اليوم بروحك، لا بقدرتي.
آمين