سيلفانا ميخائيل
استشاري علاقات وأسرة
ولايف كوتش معتمد للصحة النفسية والعاطفية ICI/ICF
استشاري علاقات وأسرة
ولايف كوتش معتمد للصحة النفسية والعاطفية ICI/ICF
اختيار شريك الحياة هو قرار حاسم يؤثر على جودة الحياة ومدى الشعور بالرضا الشخصي. تعتمد هذه العملية على فهم متعمق للعوامل التي تساهم في نجاح العلاقات الزوجية. اثبتت الدراسات والأبحاث في مجال العلاقات ان القيم المشتركة تلعب دورًا كبيرًا في هذا الاختيار، حيث تسهم في تحقيق التوافق والانسجام بين الشريكين.
الزواج هو علاقة شراكة بين شخصين كاملين غير ناقصين، من أجل تأسيس اسرة سعيدة، ولكي تكون العلاقة ناجحة لابد أن يتعلم الشريكين كيفية تكوين علاقة ناجحة ولابد ان يحددوا هدف للعلاقة.. أن الزواج وسيلة لتحقيق هدف واحد للطرفين محدد مسبقا ً.
الحب هو الاساس لبناء هذه العلاقة ولذلك لابد من الاتفاق على المعنى الحقيقي للحب، "الحب هو انفتاح القلب لقبول الآخر بكل الاختلافات الظاهرة وغير الظاهرة التي سيتم اكتشافها بعد الزواج" .. بمعنى أن العلاقة غير مبنية على تسديد احتياجات .. الحب عطاء .. وليس توقعات بالأخذ.
الإحترام المتبادل والتقدير هو مبدأ اساسي في بناء العلاقات، احترام للكيان.. للإنسان.. ليس احترام ظاهري. ولابد ان يترجم الاحترام والحب في افعال وتصرفات وليس بالكلام والوعود فمثلاً عندما يوعد يوفي، يترجم الحب في الاهتمام بالتفاصيل والسعي لتسديد الاحتياجات.
وقبل البدء في مرحلة الاختيار لابد لكل شاب و شابة ان يتعلموا عن مفهوم الحب والزواج، ويتعرفوا بعمق على الاختلافات بين الذكر والأنثى في تفهم الأمور الحياتية وترجمتها إلى مشاعر، هناك اختلافات جسدية وهرمونية ونفسية، واختلافات في الاحتياجات الجسدية والنفسية، هناك اختلاف في فهم المعاني والافعال عند كل طرف، فمثلا الافعال الدالة على الإحترام يختلف في مفهومه بين الذكر والأنثى وهكذا.
وأوجه كلامي لأبنائنا المقبلين على الزواج، فترة التعارف والخطوبة ليست فقط للتعبير عن المشاعر والاستمتاع ولكنها فترة انتقالية وحرجة والهدف منها ان يتعرف الطرفين على بعضهما البعض من أجل لاتخاذ القرار المنطقي والعقلاني بشأن استمرار العلاقة ونموها.
وإليكم بعض النقاط العملية التي تساعد في تحديد مدى التقارب والتفاهم بين الطرفين :
١- معرفة الشريك بعمق من خلال التعرف على رغباته وأحلامه وتفاصيل حياته اليومية.
2. التعرف على الطريقة التي يفضلها الشريك في التعبير عن الإعجاب والإعزاز فأن إظهار التقدير والإعجاب بالشريك يعزز مشاعر الحب والارتباط.
3. الحديث حول التفاعل الإيجابي أثناء النزاعات ومعرفة كيفية التعامل مع النزاعات بفعالية وإيجابية.
4. الاتفاق حول الشراكة في اتخاذ القرارات فإن اتخاذ القرارات المشتركة يعزز الشعور بالمسؤولية المتبادلة.
5. الحديث حول الأحلام المشتركة و دعم الأحلام والطموحات الشخصية للشريك.
6. إيجاد معنى مشترك للحياة والحديث حول القيم والأهداف مشتركة بين الطرفين.
7. التأكد من الالتزام والتفاني للطرفين نحو بعضهم البعض.
ان القيم المشتركة هي المبادئ والمعتقدات الأساسية التي يتبناها الأفراد والتي تؤثر على سلوكهم وقراراتهم. عندما يكون لدى الزوجين قيم مشتركة، فإن ذلك يعزز التفاهم والانسجام بينهما. ولذلك انصح بالاهتمام بمعرفة القيم لكل طرفين ومدي التوافق بينهم، حيث انه من أهم الأسس في اتخاذ قرار الارتباط.
للمساعدة في تحديد مدى التوافق بين الشريكين وفهم القيم الهامة لكل منهما، يمكن طرح الأسئلة التالية خلال مرحلة التعارف:
1. **ما هي أهم القيم التي تقدرها في الحياة؟
2. **كيف ترى دور الدين أو الروحانية في حياتك اليومية؟
3. **ما هي أهدافك المهنية والشخصية على المدى الطويل؟
4. **كيف تتعامل مع النزاعات والتحديات في العلاقة؟
5. **ما هو تعريفك للعائلة وكيف ترى دور كل من الزوجين فيها؟
6. **ما هي اهتماماتك وهواياتك الأساسية؟
7. **كيف تعبر عن الحب والتقدير؟
8. **ما هي رؤيتك للالتزام في العلاقة؟
لتحديد ما إذا كان الشريك المحتمل هو الشريك المناسب، يمكن النظر في النقاط التالية:
1. التوافق القيمي، هل هناك توافق في القيم الأساسية بينكما؟
2. القدرة على التواصل، هل تستطيعان التواصل بفعالية وصراحة؟
3. التفاعل مع النزاعات، هل يمكنكما حل النزاعات بشكل بنّاء؟
4. الدعم المتبادل، هل تشعران بالدعم والتقدير من بعضكما البعض؟
5. الالتزام والتفاني، هل هناك التزام بالعلاقة ورغبة في العمل على إنجاحها؟
اختيار شريك الحياة هو قرار حيوي يتطلب وعيًا ومعرفة. من خلال استخدام نظريات علم العلاقات، يمكن للأفراد بناء علاقات زوجية ناجحة ومستدامة. التوافق العاطفي والفكري، القدرة على التواصل الفعال، التعاون والشراكة، الدعم والتقدير، التعامل الإيجابي مع النزاعات، والالتزام والتفاني هي العناصر الأساسية التي يجب مراعاتها عند اختيار شريك الحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوعي بالقيم المشتركة يساعد في تحقيق التوافق والانسجام في العلاقة، مما يسهم في بناء علاقة صحية ومستدامة.
اهم اسس العلاقات الزوجية السعيدة المشبعة توافر المحبة الباذلة ، الاحترام المتبادل، والرغبة في الاستمرار من الطرفين.. ولابد ان يكون بعد اختيار مبني على التوافق والانسجام الفكري والعاطفي.
دمتم في احسن حال .. سعداء دائما عاقدين النية الصافية لنفع انفسنا ومجتمعنا .. نيتنا أن نخرج للكون كل شيء جميل .. والى اللقاء في حلقة جديدة من "سلسلة العلاقات الواعية"