مارجريت عازر 

لم تيأس جماعة الإخوان برغم كل ما منيت به من هزائم وانكشاف وانحسار جماهيرى من محاولات إثبات وجودها بأى شكل حتى لو كان ذلك عبر استجداء الخارج واستعراضات الشوارع أمام السفارات المصرية فى العواصم الأجنبية.

 

الجماعة التى لفظها الداخل المصرى منذ سنوات تحاول مجدداً اللعب على ورقة الخارج مستغلة كل مناسبة أو حدث داخلى لتطلق دعوات مكررة وممجوجة للتظاهر أمام مقار البعثات الدبلوماسية وكأنها تسعى لتحريك مياه آسنة لا حياة فيها. واللافت أن هذه الدعوات لم تعد تجد حتى استجابة تذكر بين قواعد التنظيم فى المهجر، الذين فقدوا هم الآخرون أى أمل فى مشروع سياسى انهار وسقط فى عيون الجميع.

 

ما تقوم به الجماعة ليس حراكاً سياسياً ولا تعبيراً عن موقف معارض بل هو مجرد عبث منظم لإرباك الدولة المصرية وتشويه صورتها أمام الرأى العام الدولى دون اكتراث بحجم ما تلحقه تلك التحركات من إساءة لصورة الوطن أمام العالم. هذه التحركات المشبوهة التى تجرى غالباً تحت رعاية قنوات مأجورة ومنصات إعلامية مشبوهة تمثل فى حقيقتها محاولة بائسة لصناعة صورة زائفة لا علاقة لها بالواقع المصرى.

 

الغريب أن الجماعة التى تدعى تمثيل الشعب المصرى لا تملك فى الداخل أى حضور يؤكد ولا قاعدة جماهيرية تساندها بعدما انفضّ عنها الجميع حين تبين زيف شعاراتها وانكشفت حقيقتها كجماعة تسعى للسلطة بأى ثمن حتى لو كان الثمن هو خراب الدولة نفسها. فشل الإخوان فى استيعاب أن الشارع المصرى تجاوزهم منذ سنوات وأن ذاكرة الناس مازالت تحتفظ بكوارث وجودهم فى الحكم وبسجلهم الأسود فى التحريض والعنف والتواطؤ مع الخارج.

دعوات التظاهر أمام السفارات ليست سوى محاولة فاشلة لإعادة تدوير خطاب متهالك وإيهام المتابعين بأن للجماعة حضوراً أو صوتًا، بينما هى فى الواقع تعيش عزلة خانقة حتى فى أوساط الجاليات المصرية فى الخارج التى ضاقت ذرعا بتوظيف قضايا الوطن لأجندات سياسية ضيقة.

 

والمؤسف أن هذه التحركات لا تبنى على رؤية سياسية ولا تحمل مطالب وطنية حقيقية، بل تدار بعقلية انتقامية هدفها إرباك الدولة والتشويش على مؤسساتها فى توقيتات محسوبة سواء قبيل استحقاقات سياسية كبرى أو عند الإعلان عن مشاريع وطنية ترسيخا للاستقرار.

ورغم كل هذه المحاولات، فإن الدولة المصرية لا تلتفت لهذا الضجيج المصطنع بل تواصل طريقها بثقة نحو بناء الجمهورية الجديدة، مستندة إلى دعم شعبى واسع وإلى مؤسسات قوية تدرك طبيعة هذا النوع من الحروب الناعمة ومحاولات التشويه الخارجى.

 

ختاماً فإن الشعب المصرى الذى خَبِر الجماعة واكتوى بنيران تجربتها لم يعد قابلاً للوقوع فى فخ شعاراتها، ولم تعد هذه التحركات الصاخبة فى الخارج إلا صدى لحالة إفلاس سياسى وتنظيمى لا سبيل لإنكارها. الجماعة سقطت فى الداخل وتوشك على التلاشى فى الخارج وما تفعله الآن لا يعدو كونه صراخ المهزوم.

نقلا عن المصرى اليوم