د. وسيم السيسي
بدعوة كريمة من جروب المحبة بالمقطم لإلقاء محاضرة عن الأسرة وتربية الأبناء، جاء الأستاذ سمير هانى، أحد أعضاء الجروب لصحبتى من المعادى إلى المقطم، أثناء الرحلة عرفت أن هذا الجروب تأسس سنة ٢٠١١ من المسلمين والمسيحيين، وأنهم يقومون بأعمال رائعة فى خدمة مجتمع المقطم، وأنهم يجتمعون فى الجوامع والكنائس، وأنهم أصبحوا معروفين عالميًا، فقد زارتهم وفود من ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكيف كانت الدهشة على وجوه أعضاء الوفود حين يرون الكاهن وبجواره فتاة منتقبة أو محجبة، وكيف أن مشاكل المسيحيين يحلها المسلمون، ومشاكل المسلمين يحلها المسيحيون، مجتمع يوتوبيا يسوده الحب والسلام وراحة البال، قلت لمرافقى، سوف أغيّر موضوع محاضرتى وأحدثكم عن الوحدة الوطنية، وكيف أنها السد المنيع ضد مخططات العم سام، وجون بول، والذين هم أحجار على رقعة شطرنج، تلعب بهم الصهيونية العالمية، ومن أدواتها المحتل اللى ما يتسماش.

وصلنا إلى قاعة المحاضرات فى كنيسة العذراء بالمقطم، كان من حولى على المنصة الأب باسيليوس، والشيخ سعيد مسعد السعيد، والأب كيرلس، وهم من مؤسسى جروب المحبة.

حدثتهم عن الحب فى مصر القديمة لأنها مجتمعات زراعية قامت على الحب: أنا وأنت حتى نزرع، ونحصد، نصدّ خطر الفيضان.. مجتمعات وفرة، هذا عكس المجتمعات صاحبة الثقافة الرملية.. يا أنا «يا أنت» لأنها مجتمعات ندرة. كان الحب يتجلّى فى قانون الأخلاق أمام محكمة العدل الإلهية: لم أكن سببا فى دموع إنسان أو شقاء حيوان! بل كنت أحترم عقائد غيرى، كما كنت عينا للأعمى، يدا للمشلول، رجلا للكسيح، وأبا لليتيم.

حدثتهم عن شيخ الجامع الأزهر الشيخ إمبابى ووقفته الوطنية مع البابا كيرلس الخامس ضد الخديوى توفيق والمطالبة بعودة عرابى إلى الجيش، حدثتهم كيف أن اللورد كرومر قال: أقباط مصر.. أعداء لنا، ولا بد أن نبادلهم عداء بعداء، وطردهم جميعا من وظائفهم واستبدل بهم المسيحيين السوريين. هذه العظمة لأننا شعب واحد اعتنق الآمونية، ثم المسيحية، ثم الإسلام باستثناء المسيحيين الموجودين الآن، يؤكد هذا الدراسات الجينية لمارجريت كندل، د. طارق طه، د. يحيى زكريا، دكتورة سمية إسماعيل، دكتور زاهى حواس، وأن ٩٧٫٥ بالمائة مسلمين ومسيحيين جيناتهم واحدة، وهذا يرد على أكاذيب الأفروسنتريك أن المسلمين أحفاد الغزاة العرب، كما أن ٨٦.٦٪ من المصريين يحملون جينات من أسرة توت غنخ آمون، فنحن أحفاد هؤلاء العظماء، وهذا ما قاله ستامب من قبل عصر الجينات:

المشكلة فى مصر ليست فى غزوها بل فى كيفية الوصول إليها!. ذلك لأنه نادرا أن تجد شعبا متماثلا فى شكله الظاهرى بل فى طباعه وأخلاقه ومزاجه مثل الشعب المصرى، وبالرغم من الاحتلالات المتتالية إلا أنه كان تغييرا فى الحكام ولم يكن تغييرا فى
جنسية مصر.

قلت للحاضرين: ما من كلمة فى الديانات الإبراهيمية الثلاث إلا وكانت فى مصر، التوحيد، الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة، ويكفى أن كلمات: دين، صوم، حج، بر -دوا أى بيت الوضوء قبل الصلاة، ماعون «الزكاة» كلها كلمات مصرية قديمة.. ها هو محيى الدين بن عربى فى الفتوحات المكية يقول:

أدين بدين الحب أنّى توجّهت/ ركائبه فالحب دينى وإيمانى.
نقلا عن المصري اليوم