د. ممدوح حليم
١ الرب راعي فلا يعوزني شيء. ٢ في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني. (المزامير ٢٣: ١، ٢)

 يعد هذا المزمور من أروع المزامير التي تتغنى بعمل الله في الإنسان ورعايته له وعنايته به في أبوة حانية 

إن الله لن يدعني معوزا لشيء من أعمال كرامته ، كما تقول صلوات القداس للقديس غريغوريوس....

إنه لا يتركني في حالة عطش، بل يقودني إلى مياه الراحة تلك المياه الهادئة لكي  أرتوي منها..

وبالرجوع إلى الترجمات العربية والإنجليزية المتنوعة نجد أن " مياه الراحة " التي يقودني إليها الله يمكن ترجمتها أيضا إلى " مياه الانتعاش" أو "مياه هادئة" أو " مياه ساكنة"

 إن ما اختبره داود في هذا المزمور يتفق مع وعد الرب لشعبه:
لا يجوعون ولا يعطشون، ولا يضربهم حر ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع المياه يوردهم. (إشعياء ٤٩: ١٠)

إن المياه الهادئة الساكنة التي يوردني إليها الله يسهل الارتواء منها فتجلب الراحة والانتعاش ، بعكس المياه الهادرة التي تولد الخوف والانزعاج...

ما أحوج نفوسنا إلى مياه الراحة، المياه التي تشفينا من القلق والهم الانزعاج. ما أجمل الراحة والانتعاش. ليت الرب يقودنا إلى هذه المياه التي تجلب الراحة مثلما فعل مع داود كاتب المزمور ، وكما وعد شعبه في القديم.

إن الراحة احتياج إنساني مهم، ولن يجد الإنسان الراحة ما لم يقده الله إليها. إن الراحة مثل الماء بالنسبة للعطشان. إن هناك مياه مرة وهناك مياه مالحة . لكن الله يقودني إلى المياه الهادئة العذبة التي تجلب الراحة والانتعاش بعد المعاناة والتعب والشقاء