كريم كمال يكتب : البابا شنوده فخر الرهبنة القبطيه
غريباً عشت في الدنيا نزيلاً مثل أبائي .. غريباً في أساليبي وأفكاري وأهوائي.
غريباً لم أجد سمعاً أفرغ فيه أرائي .. يحار الناس في ألفي ولا يدرون ما بائي.
يموج الكون في مرح وفي صخب وضوضاء.
وأقبع ههنا وحدي بقلبي الوادع النائي .. غريباً لم أجد بيتاً ولا ركناً لإيوائي.
تركت مفاتن الدنيا ولم أحفل بناديها .. ورحت أجر ترحالي بعيداً عن ملاهيها.
خلي القلب لا أهنوا لشيء من أمانيها.
هذا القصيدة التي نشرت بعض الأبيات منها كتبها الاستاذ نظير جيد عام ١٩٤٦ الذي اصبح الراهب أنطونيوس السرياني ثم الانبا شنوده أسقف التعليم والكلية الاكليركية والمعاهد الدينية ثم البابا شنوده الثالث الذي ترهبن في ١٨ يوليو ١٩٥٤ اي كتبها قبل ثمانية أعوام من الرهبنة والتي من كلمتها نجد كيف عاش قديس عصرنا راهب قبل الرهبنة وبعد الأسقفية وحتي بعد ان جلس علي السده المرقسية ليكون البابا ال ١١٧ في سلسلة الاباء البطاركة الجالسين علي الكرسي المرقسي منذ مار مرقس الرسول.
وقد قال قداستة عن هذة القصيده. … كتبت معظم هذه الأبيات من سنة 1946 ولم تكتمل بعد. وكان كاتبها يوجد أن تبقى حتى تكتمل ولكن لا بأس من أن تكملها أنت يا أخي القارئ إن أحبت نعمة الرب.
البابا شنوده الثالث يستحق عن جدارة لقب أنطونيوس الجديدة الذي اطلقة علبة الشعب القبطي فهو اول بابا في تاريخ الكرسي المرقسي يكون له مفر في الدير كما هو اول بابا يقيم نصف الاسبوع في الدبر فستحق ايضا لقب البابا الراهب الذي لم تغيروه المناصب.
من تعامل مع القديس البابا شنوده الثالث يعرف كم كان راهب بسيط في حياتة وعايشته ومأكلة ومشربه فقد عاش مثل النساك الاوليين فلم يتغير من كلمات التعظيم والمديح ولم تاثر فية علي الإطلاق فقد كان يقيم الموائد للضيوف ولا ياكل منها ويلبس ملابس البطريرك ولكن يعيش عيشة الراهب البسيط جدا فلم تستطيع الحياه تغير شي في البابا الراهب بل قداستة من غير الحياه لتناسب حياه الزهد والنسك التي احبها .
ولم يقتصر ارتباط قديس عصرنا البابا شنوده الثالث بالدبر بالنسك والزهد والإقامة نصف الأسبوع بل ارتبط ايضا باللجوء الي الدير في الأزمات التي وجهاء قداستة بالاعتكاف في الدير للصلاه وكان يقول دائما عندما نسكت يتكلم الله وبالفعل كان الله يتكلم في جميع الأزمات التي لجاء فيها البابا للصلاه والاعتكاف في الدبر ويكفي ان نذكر أحداث التحفظ في عام ١٩٨١ واحداث الكشح واحداث كنيسة القديسين في الاسكندريه وماذا حدث بعدهم لنعرف كيف كانت السماء تسمع وتستجيب لراهب ناسك وبطريرك قديس يصلي ويتضرع الي الله من البرية وعلي جانب آخر كان يكفي ان يعلن البابا شنوده الثالث انة سوف يعتكف بسبب اي حدث لتنقلب الدنيا ويذهب المسؤلين اليه لحل الموضوع واثناء البابا عن الاعتكاف فقد كان قداستة مرهب كجيش بالويه محب ومحبوب من شعبة محبة حقيقيّة قائمة علي امانة قداستة في رعايه الشعب لذلك احبة الشعب من اعماق القلوب .
اما لقب أنطونيوس الجديد فقد اطلقة الشعب علي قداستة لانة اعاد احياء الحياه الرهبنية بعد ان كادت تندثر فقد اعاده العديد من الأديرة للحياه في مصر بجانب تاسيس العديد من الأديرة في افريقيا وبلاد المهجر حتي اصبح عدد الرهبان بالآلاف ولم يقتصر اهتمام قداستة علي التعمير فقط بل اهتم اهتمام بالغ بتعمير النفوس حيث كان يهتم بالراهب من جميع النواحي الروحية والعقائدية.
استطيع ان اقول بضمير مستريح ما قدمة البابا شنوده الثالث للرهبنة لم يقدمة احد من تاسيس القديس أنطونيوس الكبير للرهبنة .
ونحن نحتفل بالعيد الواحد والسبعين لرهبنة قديس العصر أنطونيوس الجديد العمود المنير وفخر الرهبنة القبطية القديس البابا شنوده الثالث نتذكر بكل الحب والعرفان ما قدمة قداستة للرهبنة القبطية كما نتذكر نسكه وجهاده وحفاظه علي الايمان المستقيم الذي تسلمه من الاباء الاولين.
سوف اظل فخورا اني عشت في زمن هذا العملاق … زمن القديس البابا شنوده الثالث.