بروفيسور دكتور طلعت مليك
العلاقة بين الدروز وإسرائيل معقدة ومتناقضة، تتسم من جانب الدروز بالولاء للدولة اليهودية ـ حيث قد طوروا علاقات وثيقة مع الدولة وانضموا إلى الجيش الإسرائيلي بأعداد كبيرة ـ وبالطبع ـ هناك تحديات امامهم وهي مطالبهم بمكافحة التمييز ...
إسرائيل تريد فرض وصاية لها في جنوب سوريا
سؤال لماذا قد فشلت المحادثات الإسرائيلية ـ السورية ـ في باكو عاصمة أذربيجان؟
والجواب : هو خلاف في تقسيم النفوذ بين تركيا وإسرائيل ـ فتركيا لها ميليشيات مسلحة موجودة في الشمال السوري ـ وهي تريد أن تتخلص من المليشيات الكردية التي لها معها ثأر كبير
الواقع ـ فإن مشكلة الدروز ـ هي ذريعة ـ أو حجة ـ حيث إسرائيل تريد حماية مناطقها وتأخذ الدروز كذريعة
لتحقيق أهدافها ـ والدليل ضربها لوزارة الدفاع السورية أمس ـ في دمشق ـ وهذه الأهداف المضروبة ، لم تكن عند الدروز أو في محافظة السويداء عموماً ـ حيث مواقع الدروز تبعد عن وزارة الدفاع السورية التي قد تم قصف مداخلها، تبعد بأكثر من 110 كم ـ وهدف إسرائيل الذي اعلنه نتنياهو ـ قيامه بطرد كل المليشيات التابعة بالأساس لهيئة تحرير الشام والجيش السوري الحالي ـ والمليشيات التي أيضاً تأخذ أوامرها من تركيا ـ و طردهم بالقوة من كل مناطق ومحافظات جنوب سوريا ـ سواء محافظة درعا أو السويداء أو غيرها ـ
وإسرائيل كما قلنا تريد ـ مزارع شبعا ـ لجعل منها منطقة عازلة ثم ضمها كأراضي لخريطة إسرائيل لاحقاً!
وما يجب معرفته أن الرئيس السوري الحالي وجماعته ـ هم عبارة عن دمى تحركهما السعودية وتركيا وقطر!
ما يهم تركيا ـ هو التحكم في سوريا ـ ومقاتلة مليشيات الأكراد ـ وإن كانت لم تستطع التقرب لهم الآن ـ لأنهم مسنودين حالياً من إدارة ترامب ـ ومن إسرائيل بل ومن الغرب عموماً. والخلاصة بحسب المفهوم الإسرائيلي ـ فإن إسرائيل ترغب من كل ذلك حماية حدودها في مشروع الشرق الأوسط الجديد! وحيث تعتقد بأنها أقوى قوة في المنطقة بحسب اعتقادها ولذلك فقد بدأت تهيمن وتسيطر ! أصدقائي
أما بخصوص عقيدة الدروز الدينية ـ وحيث قد وصلتنا أسئلة كثيرة لمعرفتها ـ أحاول هنا استعراضها مع اختصار شديد ، نعم:
تعود القصة التي للدروز إلى مصر ـ نعم إلى مصر، حيث انه في عهد الحاكم بأمر الله سنة 1017 م ـ وكما هو معروف كان يدعي الربوبية ـ
وتصادف ان هناك شخص أراد أن يتملق الحاكم ـ ويكتب عنه بعض الأوراق ـ وهذا الشخص بالأساس كان متأثراً بالتعاليم الشعبية المصرية التي كانت تحمل قصص من الغنوسية "مدارس المعرفة" وبها الكثير من التقمص والتناسخ
وكان يوجد أحد الأشخاص يدعى محمد بن إسماعيل بن عبد الله ـ مولود في مصر ـ ومن أصول فارسية ـ أراد ان يتملق الحاكم بأمر الله ـ طارحاً فكرة أن يكتب له أفكاره ـ وقام بأقناع الحاكم بأمر الله بأن الناس في الأسواق في مدينة القاهرة تعتقد أن الحاكم بأمر الله ـ ليس شخص عادي بل هو "رب" ومملوء بالربوبية الإلهية! ـ وهذا الشخص ينتمي إلى عائلة يقال انها كانت تعمل في الحاكة "الحياكة والتطريز" وكان ابواه يمتلكان محل "ترزي" أو كما كان يقال آنذاك "درزي" الخاص بخياطة الملابس! وقيل إن أصوله ترجع إلى بلاد فارس ـ ومن قرية تسمى "ديروز"
ولا نعرف ـ إذا كان اللقب "درزي" يرجع إلى مهنة أباه ـ أو إلى اسم القرية التي جاءت منها عائلته!
المهم أن الحاكم بأمر الله ـ قد أوفده إلى بلاد الشام ـ للترويج له ـ والتحدث عن عظمة الحاكم بأمر الله ـ وحيث كان الحاكم بأمر الله ـ كان يحكم معظم بلدان الشرق الأوسط وليس مصر فقط!
و ذات يوما ذهب محمد إسماعيل الدرزيـ إلى الحاكم بأمر ـ وقال له يا مولانا ـ أنا اكتب كتاباً عنك وهناك الناس الأسواق ينتظرونني ـ ويعتقدون أنك "رب" ـ وقد صدقه الحاكم بأمر الله ـ فعلاً ، ثم ما لبث أن قام بقتله ـ كعادة الحاكم بأمر الله ـ حيث كان لا يتمتع بقوى عقلية منضبطة ـ وحيث كان يقتل كل ظهر يوم جمعة صبي من أبناء المصريين شرط ان يكون عمره عشرة سنوات ـ ويقوم بذبحه أمام المسجد المعروف باسمه في القاهرة القديمة ـ وعندما لم يجد الشروط المتوفرة في الصبي الذي يريد قتله ـ كان اختياره يقع على أحد معاونيه أو مَن هو قريب منه
ونحاول الاختصار: بخصوص عقيدة الدروز
بداية ـ هم لا يتفقون على مصدر واحد لتعاليمهم الدينية ـ ويقولون ـ لنسا نحن المعنيين بالدروز التابعين لتعاليم الحاكم بأمر الله ولا لموكله محمد إسماعيل الدرزي وينسبون أنفسهم لأخرين أو يقولون أحيانا أنهم لا يعرفون الحقيقة!
ولكن يحيط عقيدة هذه الطائفة ومذهبها كثير من الغموض، لأن مؤسسيها اختاروا عدم البوح بها وحصر معرفتها على دائرة ضيقة، وقيل “عدم تعليمها إلا لمن بلغ الأربعين سنة من أبناء الطائفة” رغم نفيّ بعضهم لها، ويقول البعض إن الدروز نشروا هذه الفكرة من أجل إثناء الناس عن سؤالهم عن دينهم، وهي فكرة مبنية على الاعتقاد بالتكتم.
ويقولون بحسب كلامهم أنهم يؤمنون بالنبي ادم، وبكل من بموسى وعيسى ـ ومحمد وإسماعيل ـ وأخرين...
ودائما ما نجد الدروز، ما يركزون عندما يجبرون عن الحديث عن عقيدة طائفتهم يقولوا أن الطائفة الدرزية تعتقد بمذهب التوحيد، وحيث يخافون من الجماعات إياها بأن تعتبرهم من المشركين ـ وعليه يؤكد كبارهم إن كل عقائدهم مأخوذة عن الطائفة الإسماعيلية، تتبع نظرية التوحيد ـ وحتى لا أطيل عليكم فقد تأثرت هذه العقيدة الدرزية بتيارات فلسفية ودينية متعددة ومن أصول مختلفة، ومن مبادئها السرية في نشر أفكارها وخاصة من مدارس الغنوسية، التي كانت منتشرة في مصر!
أصدقائي ـ نرى أن بعض الفروع من الدروز ـ يعتقدون بعودة الحاكم بأمر الله، أي بعودته للحياة من جديد ـ وسيكون متقمصاً في جسد أو جسم ـ ويحكم من جديد ـ كما كان يحكم في القاهرة!
أصدقائي والحاكم بأمر الله ،كنا قد كتبنا عنه عدة مقالات في يوليو عام 2020 وقبل ذلك وبعد ذلك والكثير منها مازال موجود هنا على هذه الصفحة
وأهم ما قد فعله هذا الحاكم بأمر الله حيث قد أمر ، بهدم وحرق ٣٠ ألف كنيسة ومذبح في مصر ! ثم حرق كنيسة القيامة بأورشليم القدس"، وبسبب حرق كنيسة القيامة ـ قد جاءت جيوش الغرب لإنقاذها وسموها المؤرخين بـالحملة الصليبية"
وللموضوع بقية ـ انتظرونا ـ
مع تحياتي ـ بروفيسور دكتور طلعت مليك DDr-Talaat Melik