كمال زاخر
الخميس ١٧ يوليو ٢٠٢٥
الجدل المثار حول أبينا آدم والجنس وجدلية ما قبل وما بعد السقوط، التي اثارها الصديق مينا اسعد، تفتح الباب لطرح رؤيتنا للجنس بعد ان جدد المسيح الخليقة وردها الى رتبتها الأولى.

إذ يربط البعض بين السقوط وبين الجنس، وأن الأخير جاء نتيجة للأول، وانعكس هذا على رؤيتهم للجسد، ووجوب احتقاره وقمعه، إلى درجة الاستعباد، وفي واحدة من حالات اختطاف النص الكتابي من سياقه وبناء لاهوت غنوصي، وجد له مستقراً في الفكر الرهباني، في جناح منه، كشفته مخطوطات ورقائق نجع حمادي، بحسب البحوث التي تناولتها.

وكان من الممكن ان يبقى جدل "الجسد الخطيئة الزواج" محصوراً في المواجهات الفكرية في اروقة ومدرجات البحث، لكن الأزمة الحقيقية أنه انتقل منها إلى الحياة المعيشة، يُعلّم بها البعض فوق المنابر وعبر منصات التواصل، التي صارت تمثل مصادر الشارع المعرفية وتجمعات الاسواق الثقافية، وتحفل بالغث والثمين، بل هي الأكثر تأثيراً وفعلاً في تكوين العقل الجمعي عند الأجيال الواعدة. نصف الحاضر ويزيد وكل المستقبل،

 وانعكس هذا على ظهور الارتداد في تهود بيّن، فيما يتعلق بالتطهر والاغتسال، لأسباب دينية بحتة، ومنع الاقتراب من الأسرار المقدسة، بل واقتحمتنا ظاهرة قضاء الأيام الأولى من الزواج في خلوة ديرية، لكلا الزوجين منفصلين.

وقد نجد في هذا التعليم واحداً من ابرز اسباب فشل الزواج في سنيه الأولى، نتيجة التمزق الذي يعيشه طرفيه، بين اعتبار العلاقة الحميمية خطيئة تستوجب تطهراً وبين احتياجاتهما الطبيعية والمشروعة، ويتعمق الشرخ عندما تختلف المفاهيم بين طرفي الزواج، وقد لا تتوقف النتائج عند انهاء الزواج وفشله، بل قد تمتد إلى هجرة الكنيسة والمسيحية إلى الإلحاد، وليس في هذا مبالغة بل عن نماذج اقتربت منها، وكثيرها، من الشباب الكنسي.

فهل تنتبه الكنيسة وتضع هذه الجدلية على جدول أعمال مجمعها، تقيسه علي الكتاب وخبراتها الحياتية، وتسترد وعيها بمعزل عن التأثيرات الغنوصية وتعيد الرهبنة إلى ثكناتها، ومنهجها ونذورها؟!.