د. ممدوح حليم 

وحدثت مأساة
تميزت حياة الأب متى المسكين بكثرة التنقل بين الأديرة ، لقد ترهبن في كنيسة مار مينا بمصر القديمة بمعرفة القمص مينا المتوحد (فيما بعد البابا كيرلس السادس) عام ١٩٤٨ ، ثم ارتحل إلى دير الانبا صموئيل بصحراء محافظة المنيا غربا، ولما صدر قرار من المجمع المقدس بعدم الاعتراف به كدير عامر ارتحل إلى دير السريان عام ١٩٥١ وهناك بدأت شهرته ومتاعبه 

 في عام ١٩٥٢ أصدر كتابه الأول " حياة الصلاة الأرثوذكسية" الذي جذب كثيرا من الشباب للرهبنة وتحديدا في دير السريان ، فشكل هو مع الرهبان الملتفين حوله المعجبين به ما يشبه دولة داخل دولة، مما أثار حفيظة رئيس الدير وأمينه فبدأت المتاعب....

 ارتحل الأب متى المسكين مع مجموعة الرهبان الذين حوله إلى دير الانبا صموئيل عام ١٩٥٦ ، ثم عادوا إلى دير السريان عام ١٩٦٠ مع بداية عهد البابا كيرلس السادس الذي تولى البابوية عام ١٩٥٩ 

عادت المشاكل في دير السريان بصورة أشد ، مما حدا به أن يذهب إلى وادي الريان بعد شهور قليلة من عودته لدير السريان في نفس العام أي ١٩٦٠، فذهب معه تلاميذه ليعيشوا في مغارات وكهوف بلا أسوار في حياة صعبة للغاية...

أصدر البابا كيرلس السادس قرارا عام ١٩٦٠ بعودة جميع الرهبان إلى اديرتهم ، فلم يعد الاب متى المسكين ومجموعته إلى ديرهم ، مما جعلهم يقعون تحت عقوبة الحرمان من الرهبنة والكهنوت

لم يهتم الرهبان بطاعة الرئيس الأعلى للكنيسة ولم يهتم أحد بالتوسط لهم ولم يهتم البابا أن يوجد لهم بديل عن دير السريان، فكانت المأساة التي تعد من أسوأ مشاكل الكنيسة في القرن العشرين

وفي عام ١٩٦٩ والكنيسة تستعد للاحتفال بمرور عشر سنوات على جلوس البابا كيرلس ، توسط القمص صليب سوريال من الجيزة وهو صديق قريب للاب متى المسكين ويمت بصلة قرابة للبابا كيرلس ، وتم الاتفاق على تحولهم إلى دير أنبأ مقار ، وقد تراجع البابا عن نيته تبديد هذه المجموعة بتوزيعهم اثنان اثنان على كافة أديرة مصر
 
يبقى السؤال الم يكن ممكنا أن ذلك الحل يحدث في عام ١٩٦٠ بدلا من وقوعهم تحت طائلة الحرم من الكهنوت والرهبنة؟

لقد عفا البابا عنهم وقام برسامة أحدهم اسقف على دمياط هو الانبا اندراوس الذي عاد لدير السريان ولم يتبع الأب متى إلى دير أنبأ مقار.

 وللتلخيص نقول إن الأب متى المسكين تنقل بين كنيسة مار مينا مصر القديمة، دير أنبأ صموئيل(١٩٤٨)، دير السريان (١٩٥١) ،دير أنبأ صموئيل ثانية (١٩٥٦ )، دير السريان ثانية(١٩٦٠) ،مغارات وادي الريان(١٩٦٠)، دير أنبأ مقار (١٩٦٩) 

 وهو في دير أنبأ مقار أقام لنفسه استراحة عند الكيلو ٧٠ بالساحل الشمالي (١٩٨٨)، كان يذهب إليها لا سيما حين تحتدم مشاكل الدير

لقد تنقل كثيرا بين الأديرة ، وخلال تنقله حدثت مأساة له ولبعض الرهبان الأفاضل من تابعيه