محرر الأقباط متحدون 
سيطرت فرق الحماية المدنية على حريق هائل اندلع في الطابق السابع بمبنى “سنترال رمسيس” التابع للمصرية للاتصالات، وسط القاهرة، بعد ساعات من جهود مكثفة، وصفها شهود عيان بـ”الملحمية”، في ظل تصاعد النيران والدخان الكثيف الذي غطى سماء المنطقة لساعات.
 
وأكدت وزارة الداخلية أن الحريق ناتج على الأرجح عن ماس كهربائي في غرفة تسجيلات قديمة، وتم الدفع بـ10 سيارات إطفاء وسلالم هيدروليكية، حيث تعامل رجال الإطفاء بشجاعة رغم ارتفاع درجات الحرارة وخطورة الموقع. واستمر الحريق قرابة 12 ساعة قبل السيطرة عليه بالكامل دون تسجيل أي وفيات.
 
أسفر الحادث عن إصابة 14 شخصًا، بينهم اثنان من رجال الإطفاء تعرضوا لحروق واختناق بالدخان، وتم نقلهم إلى مستشفى القبطي لتلقي العلاج، ووصفت حالتهم بالمستقرة.
 
فيما أعلنت وزارة الاتصالات عن حدوث تأثيرات جزئية على خدمات الإنترنت والاتصالات في بعض المناطق نتيجة الأضرار التي لحقت بغرف الشبكات داخل السنترال، وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن فرق الطوارئ نجحت في تحويل الخدمة إلى سنترالات بديلة، على أن تعود الخدمات بشكل كامل خلال ساعات.
 
من جهته، أشاد وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت بجهود رجال الإطفاء وفرق الطوارئ، مؤكدًا أن “الاستجابة السريعة حالت دون وقوع كارثة كبرى”، وأن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات لتأمين السنترالات الحيوية وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
 
وقد أعاد الحادث إلى الأذهان أهمية البنية التحتية الرقمية في مصر وضرورة تعزيز منظومة الحماية والسلامة بها، في وقت شهدت فيه عدة محافظات تأثرًا مؤقتًا في خدمات الدفع الإلكتروني والتحويلات البنكية.
 
وتُجري النيابة العامة، بالتعاون مع خبراء الأدلة الجنائية، تحقيقات موسعة لتحديد أسباب الحريق وحجم الخسائر، وسط مطالب برلمانية بتشديد الرقابة على شبكات الكهرباء في المنشآت الحكومية.