د. أمير فهمي زخارى

صدق ... او لا تصدق!
القهوة كانت حرام شرعا!!
وصوان العزاء والقهوة السادة كانت بسبب خناقه 
ومشروب البن أصبح اسمه القهوة التركي لإفتاء شرعيتها من مفتي السلطان العثماني!! 
والناس بتترحم على شهداء القهوة!!
وتعالوا نحكي من  البداية ...
القهوة في الأزهر الشريف!
ظهر مشروب القهوة في مصر في رواق (الطلبة المغتربين) من أهل اليمن بالأزهر فكان يرتشف بعض صوفيي اليمن رشفات من القهوة لتساعدهم على الدراسة والاستيقاظ والذكر، 
 
وشيئًا فشيئًا انتشر أمر القهوة بين دارسي الأزهر الشريف ومن هنا كان ميلاد دخول مشروب القهوة إلى مصر في العقد الأول من القرن السادس عشر. 
قوبلت القهوة بمعارضة شديدة من قبل رجال الدين والطبقات المتشددة - كما كان الحال في مكة أيضًا - عادة صوان العزاء ... وشرب القهوة السادة علي روح الميت 
 
في عام 1572 قام أحد فقهاء المذهب الشافعي وهو الفقيه أحمد بن عبد الحق السنباطي بحملة عنيفة ضد المشروب الجديد عندما طرح عليه أحد السائلين سؤالاً حول شرب القهوة:
 
"ما رأيك في المشروب الذي يدعى قهوة والذي يزعم بعضهم أنه مباح رغم ما ينجم عنه من نتائج وعواقب فاسدة؟"
فأفتى بتحريمها وبالتالي قامت ردود فعل سلبية عليها وعارضها المجتمع بشدة.
 
استمرت معاداة القهوة ومحاولات تحريمها بضراوة؛
 
ففي منتصف عام 1572 أدت خطبة أحد الأئمة الموالين الفقيه احمد السنباطي عن القهوة إلى هياج شعبي ضدها.
 
لكن التاريخ يؤكد أن عدوى التحريم أصابت عموم القاهرة، حين هاجم فقيه متشدد اخر القهوة ومن يشربونها على المنابر وهو ما دفع المستمعين له لتحطيم المقاهي لتعيش القاهرة حالات شغب من أجل القهوة..
 
وفي نهاية عام 1572 صدرت فتوي مفاجئة بالقاهرة - في مطلع شعبان 968 هـ/ 1572م يقضي بمنع المنكرات والمسكرات والمحرمات، وبغلق أبواب الحانات والخانات، ومنع استعمال القهوة والتجاهر بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانيها..
 
ولتنفيذ هذا الحكم كما يصف الجزيري: "كان العسس على الفحص وبيوتها وباعتها شديدًا جدًّا، وضربوا وأشهروا وهدموا البيوت وكسروا أوانيها المحترمة الطاهرة التي هي مال لرجل مسلم.. 
 
تدخل تجار البذور والبن ومنتجي القهوة والبائعين وارسلوا وفد الي الشيخ احمد السنباطي يطلبوا الرجوع عن الفتوه.. فكان رده ...
ما دام القهوة تؤثر في العقل ايجابا او سلبا فهي حرام!!
 
قامت معركة حامية الوطيس بين مؤيدي الشيخ وفتواه وبين التجار ومؤيديهم من البائعين..
مات أحد مؤيدي التجار.. فهرب الشيخ ومؤيدوه الي مسجد ...
 
حاصر التجار المسجد من كل جانب ... وجائهم خبر وفاة شاب اخر منهم وخبر اخر يؤكد ان هناك شاب في خاله خطره.. الي ان اصيبوا بصدمه عندما علموا بموته..
 
فقرر التجار الاستمرار في محاصرة الشيخ ومؤيدي فتوي القهوة حرام شرعا في مسجدهم ... 
 
اشتركت اهالي القتلى في الحصار وبقدوم الليل أرسلوا أحدهم لإحضار بطاطين وعمل صوان بأعمدة لتقيهم البرد ... ونكاية في مؤيدي الفتوى قام التجار ووزعوا مشروب ساخن.. كان قهوة بدون سكر!!
 
استمر الحصار ثلاثة ايام مع استمرار حالة الفوضى والشغب حتى وصل امر الاضطرابات لأمر السلطان العثماني مراد والذي قام بتعيين مفتى جديد.
وهو والذي استصدر فتوى جديده بعدم حرمة شرب القهوة..
 
اعتبر التجار ومؤيدي شرعية شرب القهوة ان هذا التغيير انتصار لهم ولأرواح شهداء القهوة ... وسمي مشروب البن بالقهوة التركي!
 
انتقلت هذه العادة من حدث الي عاده عند اهالي تجار البن في القاهرة ومنها الي كبار الاعيان ... ومنها الي اقاليم مصر!
 
فكان كل ميت يقام له صوان ويشرب المعزيين القهوة السادة!!! 
 
ودي كانت حكاية دخول القهوة وانتشارها في مصر... تحياتي..