بقلم د. ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر 


أجمع كثير من العلماء على أن برثلماوس هو عينه نثنائيل الذي ذكره الإنجيل في ( يو1 : 54 ) الذي أحضره فيلبس ليسوع , والدليل على ذلك أن القديس يوحنا يذكره في أول بشارته وأخرها , بينما البشائر الثلاثة الأخرى تذكر فيلبس وبرثلماوس بين أسماء الرسل , وأستنتجوا من ذلك أن برثلماوس هو نثنائيل ويرجع أن نثنائيل هو أسم الرسول وبرثلماوس ( معناه هو ابن تلماى ) تفيد اللقب ومهما يكن من أمر الرسول , فقد لازم الرب يسوع حياته على الأرض وكان له شرف التمتع برؤيته بعد القيامة على بحيرة طبرية مع بعض التلاميذ  .

     وقد بشر في بلاد اليمن وترك لهم نسخة من إنجيل القديس متى باللغة العبرية, ووجدها العلامة بنتينوس عميد المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية , عندما ذهب إلى هناك حوالي سنة 180 م ، ومن المؤكد به أنه بشر فى أرمينيا والكنيسة الأرمينية لازالت تعتبره شفيعها بعد أن أستشهد بها  .

وقد أختلفت الروايات في طريقة إستشهاده فمنها ما ذكر أنه صلب ومنها ما قيل أنه سلخوا جلده وقطعوا رأسه  .

أي " ابن تولماي أو تلماي "، وهو أحد الاثني عشر رسولاً ( مت 10 : 3، مرقس 3 : 18، لو 6 : 14، أعمال 1 : 13 ). وهو لا يذكر في العهد الجديد في غير هذه المواضع. وبناء علي ما جاء في " سلسلة نسب الرسل الأثني عشر " ( بادج : كفاح الرسل 11 : 50 ) فإن بارثولماوس كان من سبط نفتإلي، وكان اسمه الأصلي يوحنا، ولكن الرب غير اسمه تمييزاً له عن يوحنا بن زبدي " حبيب الرب " وقد ذكر " هيرونيموس " اسم " إنجيل برثولماوس "، كما يذكر " جيلاسيوس " تقليداً بأن برثولماوس قد احضر الإِنجيل العبري للقديس متي إلي الهند. كما ذكر في " كرازة القديس برثولماوس في الواحات " ( بادج 2 : 9 ) أنه ربما وعظ في واحة البهنسا. وجاء في " كرازة القديس اندراوس والقديس برثولماوس " انه قد خدم بين البارثيين ( بارج 2 : 183 ). وفي " استشهاد القديس برثولماوس " جاء أنه وضع في حقيبة وألقي في البحر. ومنذ القرن التاسع اعتبر أن " برثولماوس " هو نثنائيل، وهو ما لم يثبت بصورة قاطعة حتي الآن. 

 ورد فى المراجع المسيحية والتاريخية كيف ظهرت وانتشرت المسيحية في تلك الواحات حيث مجيىء بطرس الرسول إلى الواحات عن طريق البهنسا.(حسب التقليد اليونانى) وأن الرسول بطرس قد رسم اساقفة خلال زيارته لشمال أفريقية كما جاء أيضاً إلى مصر أندراوس والأسكندر وروفس ومتياس قد مروا على مدينة البربر وأن سمعان القانوى الملقب بالغيور قد بشر بالمسيحية فى مصر وليبيا وشمال أفريقية ومنطقة الواحات. وذهب القديس برثلماوس مع زميله أندراوس الرسول إلى بلاد البربر على ساحل البحر وعينا لهم كهنة وبنيا لهم الكنائس. ونجد الكثير من المراجع  والمخطوطات التى تتحدث عن القديس برثلماوس.

الرسول برثلماوس وكرازته بمدن الواحات:
 ذكر السنكسار القبطى فى اليوم الأول من شهر توت عن القديس برثلماوس أحد الاثنا عشر كيف أن القرعة قد وقعت عليه أن يمضى ليبشر أهلها (مدن الواحات), وما حدث من معجزات جعلتهم يؤمنون. ثم ذهابه لمدن البربر مرافقاً لأندراوس الرسول وأقاموا لهم كهنة وكنائس ثم ذهب برثلماوس إلى البلاد التى على شاطىء البحر المتوسط فسمع به أغريباس الملك الذى أمر أن يضعوه فى كيس ويُملأ بالرمل ويُطرح فى البحر.

وأيضاً تذكر مخطوطات دير المحرق أنه فى أول توت تنيح برثلماوس الرسول الذى خرج سهمه (القرعة) للذهاب للواحات هو وبطرس الرسول مع ذكر كيفية دخول برثلماوس الواحات, وهى أن بطرس باعه كعبد عند رجل من أعيان الواحات. ويذكر تفاصيل سيرة القديس برثلماوس العديد من المخطوطات بدار البطريركية, ويذكر مخطوطين بدار البطريركية إستشهاد برثلماوس الرسول فى أحد المدن الغربية  بأفريقيا. فى وقت مبكر قد يسبق وصولها لبقية المدن المصرية, خاصة وأن طريق الواحات والطريق التجارى المعروف بطريق درب الأربعين الذى يربط السودان وبلاد النوبة والواحات المصرية بالبحر المتوسط مروراً بواحتى سيوة وجغبوب ويربط بذلك بين مسرب الخمسة الذى يربط الواحات بالبحر ومسرب العبيد الذى يربط الشرق بالغرب. (وادى النطرون والخمس مدن الغربية) وهذه الطرق هى أهم طرق التجارة بالصحراء الغربية.

قد خرجت قرعة القديس برثولماوس بان يذهب الى الواحات للتبشير بها، ومن ثم فقد انطلق هو والقديس بطرس الى هناك، وبشرا الواحات بالانجيل وكانت دعوتهما الى حظيرة الايمان بعد ان اظهر لهم ايات عجيبة ومعجزات مذهلة. ثم ذهب الى احد البلاد التى على شاطئ البحر، وبشرهم وهداهم الى معرفة الرب والايمان بالسيد المسيح، فحنق عليه الملك وامر بوضعه فى كيس من القماش الخشن وملأه بالرمل وطرحه فى البحر.