القمص رويس الجاولى
(...تابع الطوائف المسيحية في إيران)

+++ الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة
 ١- الكلدانية الكاثوليكية: 

تضم إيران على طائفة من الكلدان الكاثوليك ويتوزعون على أبرشية أرومية وأبرشية طهران، وتاريخياً كان لكل من الأهواز وسلماس أبرشية خاصة بها، حيث ضمت سلماس تاريخياً على أعداد أكبر من الكلدان وقرى كلدانية كاملة بلغ تعدادها اثني عشرة قرية حتى عام 1913 عشية المذابح الآشورية، كما وضمّت منطقة أرومية عشية المذابح الآشورية حوالي 21 قرية كلدانيَّة كاملة. كما يوجد في إيران اليوم ثمانية كهنة كلدان، اثنان من أصل إيراني وثلاثة أتوا من العراق، واثنين من فرنسا وواحد ينتمي إلى كنيسة الملنكار الكاثوليك، ويتوزع الكلدان الكاثوليك في البلاد على خمسة عشر رعية. بالمقابل يتبع الأرمن الكاثوليك أبرشية أصفهان للأرمن الكاثوليك، ولديهم كاهنان فقط من لبنان. هاجرت العائلات الكلدانية من سنندج تدريجياً إلى طهران في الفترة من عام 1960 إلى عام 1968 ليصبح المجتمع الكلداني في طهران أكبر التجمعات الكلدانية في البلاد.

بعد الثورة الإسلامية في عام 1979 أغلقت معظم المدارس والمستشفيات الكاثوليكيَّة في البلاد. ذكر تقرير صُدر في 12 مارس عام 1999 عن زيارة الرئيس الإيراني محمد خاتمي إلى الفاتيكان أنَّ «الفاتيكان مهتم بتحسين أوضاع المسيحيين في إيران ... لا يوجد سوى 13,000 كاثوليكي، ويُسمح لهم بالعبادة في كنائسهم، لكن وفقًا لفيدس وكالة الأنباء التبشيرية للكرسي الرسولي، يخضع الكاثوليك لمراقبة صارمة ومحرمون من بعض الحقوق المدنية، مثل الخدمة في الجيش أو الحكومة».

 ٢- الكنيسة الرومانية الكاثوليكية: 
الكنيسة الكاثوليكية الإيرانيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما. لا يُعرفُ بالتحديد عددُ المؤمنينَ الكاثوليك في إيران، لكنّه يتراوحُ بينَ عشرةِ آلاف وخمسةٍ وعشرينَ ألفَ شخص، من أصلِ مجموعِ عددِ سكانِ الجمهوريةِ الإسلامية البالغ تسعةً وستين مليون نسمة تقريبًا. كان الوجود الروماني الكاثوليكي في إيران دائمًا مرتبطاً بالعلاقات بين البابا الروماني وحكام إيران. تأسست أول أبرشية رومانية كاثوليكية في إيران على يد الرهبان الدومينيكان في عام 1318 في سلطانية والتي كانت آنذاك عاصمة الدولة الإلخانية المغولية. استمرت أقل من مائة عام حتى بداية القرن الخامس عشر واختفت خلال غزوات تيمورلنك. تأسست أبرشية أصفهان الكاثوليكية من قبل الرهبان الدومينيكان الطليان في 12 أكتوبر عام 1629 عندما كانت أصفهان عاصمة الدولة الصفوية، وكان مقر الأبرشية في ضاحية نيو جولفا المسيحية آنذاك، واستمرت هذه الأبرشية تحت حكم الشاه صفي الصفوي. وتعرض المجتمع الروماني الكاثوليكي الصغير في أصفهان للدمار بسبب الغزو الأفغاني للمدينة في عام 1722.
ونتيجة لذلك كانت تدار الأبرشية من كرسي بغداد مع حفنة من العائلات الرومانية الكاثوليكية التي بقيت في أصفهان. في القرن التاسع عشر كان المبشرون الكاثوليك قادرين على استئناف أنشطتهم في إيران. من مركزهم في أرومية، حاول النواب الرسوليون إعادة تنظيم الكنيسة اللاتينية في البلاد. في عام 1896، أصبح المبشر فرانسوا ليسني أسقفًا لأصفهان. مثل خليفته، أقام جاك إميل سونتاج في أرومية في غرب إيران والتي كانت حتى الحرب العالمية الأولى حيث كانت المنطقة تضم على مجموعة مسيحية كبيرة من الآشوريين والكلدان.

بعد الثورة الإسلامية في عام 1979 هاجر الكثير من الكاثوليك من إيران، وعلى الرغم من تحسن أوضاع الكنيسة الكاثوليكية في البلاد بالمقارنة مع الفترة الأولى من عام 1979، لا يزال يعاني الكاثوليك من صعوبات تعمل الحكومة المحليَّة على حلها. وقد بيَّن تقرير «كاثوليك نيوز سيرفيس» أنّ الكنيسة الكاثوليكية في إيران تُديرُ ثلاثَ مدارسَ تعلم فيها التعاليم الكاثوليكية. وتُدار الكنيسة الكاثوليكية هذه باشراف لجنة من الاساقفة مكونة من 13 قسًا، وهي تشمل ثلاث كنائس:

أ - كنيسة الأرمن الكاثوليك: يعود أصول الكنيسة إلى عهد الدولة الصفوية، حيث بدأت خلال ذلك العهد حملات تبشيرية كاثوليكية بين الأرمن في البلاد. وتتراوح أعدادهم بين 2,200 إلى 12,000 شخص من الأرمن ولديهم ثماني كنائس تقع معظمها في مدينة أصفهان وطهران، وأربعة نواد رياضية ترفيهية، وستة مراكز تعليمية، ومقبرة خاصة.

ب - كنيسة الكلدان الكاثوليك: تؤدي مراسمها العبادية باللغة الآشورية، ولهذه الكنيسة ثماني كنائس فعالة تقع معظمها في مدينة طهران وأرومية، ويبلغ عدد أتباعها حاليًا بين 3,390 إلى حوالي 13,000 شخص.

ج - الكنيسة الرومانية الكاثوليكية: هذه الكنيسة خاصة بالأجانب الذين أسسوها، عند وفودهم إلى إيران في مهمات رسمية، ويرجع تاريخها إلى عام 1630 ميلادية. تُقام في هذه الكنيسة مراسم أيام الآحاد بشكل دائم، فيحضرها الفرنسيون والإيطاليون والهولنديون والبولنديون. يتراوح عدد أعضاء هذه الكنيسة بين الألف والألفين وخمسمئة نسمة، وترتبط بها تسعة كنائس.

+ البروتستانتية: 
انطلقت الكنيسة الإنجيليّة المشيخيّة في إيران مع إرسالية بروتستانتية أميركيَّة، وهي المجلس الاميركي (بالإنجليزية: ABCFM) في العام 1832 والإنجيليين هم فرقة من البروتستانت. ولم يكن في نية الإرسالية المشيخية ومرسليها القيام بتنظيم كنيسة مستقلة، بل أطلقوا على ذاتهم اسم «الإرسالية النسطورية» التي نُظّمَت سنة 1834. وعمل المرسلون مع الكنيسة النسطورية من أجل إعادة إحيائها وتقويتها وتنشيطها. ولقد رفضت الكنيسة النسطورية الإصلاح. وأخيراً تأثر بعض أعضائها بالروح الانجيلية وانفصلوا عن الكنيسة القديمة وألفوا سبع رعايا بروتستانتية في مقاطعة رزايه وحولها، في شمال غربي إيران.

ونُظّمت الكنيسة المشيخية الأولى في العام 1862 وتلتها كنائس أخرى فيما بعد. في عام 1870 تأسست الكنيسة الآشورية الإنجيلية في أرومية. كان معظم الآشوريين الإنجيليين في البداية أعضاءً في كنيسة المشرق الآشورية. وفي العام 1933، قامت الكنيسة الانجيلية في إيران بتنظيم ثلاث كنائس مشيخية، وأعادت توزيعها حسب اللغة بدلاً من توزيعها جغرافيًا. ونشأت عن الكنيسة المشيخية رعايا إضافية توزعت في مناطق مختلفة من البلاد وقد جمعت أناساً من الذين اعتنقوا المسيحية وكانوا من معتقدات دينية مختلفة. في العام 1963، اتخذت لنفسها اسم كنيسة إيران الإنجيلية المشيخية. عقيدة الكنيسة الحالية وتقاليدها هي استمرار لحركات النهضة الروحية التي حدثت في غرب إيران خلال عقد 1930، والتي منذ عقد 1950 انتشرت في جميع أنحاء غرب إيران، حيث بنيت الكنائس والتجمعات البروتستانتية الآشورية في القرى والبلدات والمدن الكبرى في إيران. أنشأت الإرسالية البروتستانية كلية ألبرز وكلية للبنات، وسلسة من المستشفيات في رزاية، ورشت، وطهران، ومشهد وهمدان وكرمانشاه.

في عقد 1990 أسس هايك هوفسبيان مهر جماعة رباني هي الفرع الإيراني للكنيسة الخمسينية، وهي واحدة من أكبر الكنائس المسيحية الإنجيلية. ومركزها في طهران. حوالي 80% من أتباعها هم من المتحولين من الإسلام إلى المسيحية، والباقون هم من الأقليات الإثنية المسيحية الإيرانية. تُقام الصلوات والطقوس باللغتين الفارسية والأرمنية. في عام 1994 اختفى هايك هوفسبيان مهر بعد احتجاجه على معاملة الحكومة الإيرانية للمتحولين إلى المسيحية، ويفترض عمومًا أنه قد تم اغتياله من قبل الدولة. ومع ذلك، تتهم الدولة حركة مجاهدي خلق بقتله. منذ الثورة الإسلامية، كان إضفاء الطابع المؤسسي على الشريعة الإسلامية قاسياً على جماعة رباني بسبب نجاح جهودها في تحويل المسلمين إلى المسيحية. يرجع هذا النجاح أساسًا إلى مبدأ استخدام اللغة الفارسية العامية كلغة للصلاة على خلاف اللغات القديمة العديدة (مثل السريانية والأرمنية) المستخدمة للصلاة من قبل الجماعات المسيحية الأخرى.