بقلم د. ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
هو اسم يوناني معناه (محب للخير)..ولد فى بيت صيدا ( يو 1: 44 ) ويبدو أنه قد عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة ولهذا نجده سريعاً في تلبية نداء الرب له حينما قال له اتبعنى , ونجد في حديثه إلى نثنائيل " قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء " ( يو 1: 45 ) , وهذا ما يدل على الأنتظار والتوقع .
ولم يرد ذكره كثيراً في الإنجيل ، عدا معجزة إشباع الآلاف من الخمسة خبزات وسمكتين ، وجاء ذكره فى يوم الأثنين التالي لأحد الشعانين حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء , وسألوه أين يروا يسوع ( يو 12 : 20- 22 ) ، وجاء ذكره أيضا فى العشاء الأخير وفى الحديث الذي سجله لنا القديس يوحنا حينما قال للرب يسوع : " أرنا الأب وكفانا " ، فكان جواب الرب عليه " أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس ، الذى رأنى فقد رأى الأب فكيف تقول أنت أرنا الأب ، ألست تؤمن أنى أنا فى الأب والأب فى " ( يو 14 : 8 ـ 10 ) .
وقد حمل هذا القديس بشارة الخلاص إلى بلاد فارس وأسيا الصغرى خاصة أقليم فريجيا , وأنتهى به المطاف فى مدينة هيروبوليس , حيث أستشهد مصلوباً بعد أن ثار عليه الوثنيين ، ويجب أن نفرق بينه وبين فيلبس المبشر أحد الشمامسة السبعة.
فيلبس الرسول: أحد تلاميذ الرب يسوع المسيح الاثنى عشر، ويرد اسمه باستمرار الخامس في قائمة الرسل بعد اسمي الأخوي سمعان بطرس وأندراوس، والأخوين يعقوب ويوحنا (مت 10: 3، مرقس 3: 8، لو 6: 14، أع 1: 13). ويقول البشير يوحنا إنه بعد أن شهد يوحنا المعمدان عن المسيح قائلاً: "هوذا حمل الله" (يو 1: 29، 36)، بدأ اثنان من تلاميذه في اتباع يسوع، وكان أحدهما أندراوس الذي أخبر أخاه سمعان بطرس قائلاً: "قد وجدنا مسيا" (والأرجح أن التلميذ الآخر كان هو يوحنا البشير نفسه). وفي اليوم التالي ذهب يسوع إلى الجليل وهناك "وجد فيلبس فقال له اتبعني. وكان فيلبس من بيت صيدا من مدينة أندراوس وبطرس. فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ قال له فيلبس: تعال وانظر" (يو 1: 35-51). ومن هذا نرى أن فيلبس كان من أوائل من تبعوا يسوع، وأنه بادر على الفور في دعوة الآخرين ليتبعوا يسوع.
وكسائر الرسل كان في حاجة إلى تعلم الكثير عن شخص الرب يسوع وقدرته. ويبدو أن هذا كان السبب في سؤال المسيح له قبل معجزة إطعام الآلاف الخمسة: "من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟" (يو 16: 5)، فأجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً" (يو 6: 6و7) – وهو ما يعادل أجر عامل في أكثر من نصف سنة – انظر ( مت 20: 1-15). ولكن المعجزة التي صنعها الرب علمته بأن إطعام الجموع ليس مشكلة أمام الرب الذي خلق كل الكون.
والمرة التالية التي نقرأ فيها عن فيلبس، هي عند دخول الرب الظافر إلى أورشليم، عندما تقدم "أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد - إلى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، وسألوه قائلين: "يا سيد نريد أن نرى يسوع فأخبر فيلبس أندراوس، وذهب الاثنان وأخبرا يسوع" (يو 12: 20-22). وقد يدل هذا على أن فيلبس كان شخصاً يتوسم فيه الآخرون خيراً، يسهل التعامل معه، ولعله أيضاً كان يعرف اللغة اليونانية.
وفي العلية، قبيل إلقاء القبض على يسوع، "قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا" ولعل فيلبس كان يرجو - في كامل الخضوع والولاء - أن يحظى بنوع خاص من الإعلان (مثلما سبق أن طلب موسى - خروج 33: 18)، ولكن الرب يسوع قال له: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي ... الذي رآني فقد رأى الآب ... أنا في الآب، والآب فيَّ" (يو 14: 8-31). ويقول إكليمندس السكندري إنه هو التلميذ الذي طلب من المسيح أن يذهب ليدفن أباه أولاً" (مت 8: 21).
وفي بعض كتابات الآباء خلط ما بين فيلبس الرسول وفيلبس المبشر (انظر الفقرة التالية). والمرجح أنه بعد أن كرز بالإنجيل في جهات كثيرة، حمل بشري خلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فيرجيا، وانتهي به المطاف في مدينة "هيرابوليس" إحدى مدن ولاية أسيا الرومانية، ومات فيها. ولا يُعلم على وجه اليقين ما إذا كان قد مات موتاً طبيعياً أو مات شهيداً حيث استشهد مصلوبًا بعد أن ثار عليه الوثنيون..