كمال زاخر
قبل موجة التصحر وفي مواجهتها، شرع طيف من ابناء الكنيسة في السعي لاسترداد وهج وفهم عمق الكنيسة القبطية الارثوذكسية، بترجمة وتعريب كنوزها اللاهوتية التي بلورت الايمان في عبادتها وعمودها الفقري صلوات القداس والتسبحة.
وفيها تجد كل تعاليم الكتاب وكل ما أسسه الرب يسوع وقال به، في صلوات وممارسات حياتية، تمارس بلياقة وحسب ترتيب، حتى اننا نجد فيها الانجيل المكتوب مصاغاً في صلوات شفيفة وعميقة تأخذ بيدنا لتلتقي وجها لوجه مع المسيح وانت تسير عبرها فى درب الحب والتجسد والموت والقيامة والحياة. ولا نخرج منها إلا ونحن مشتركون فيه ومعه في جسده ودمه الأقدسين.
كنيستنا واحدة من خبرات الحياة في المسيح، لم تقع في مصيدة الحرف وتأويلات المحدثين الشخصية له، بل خرجت بنا الي رحابة الحياة بالروح محفوظة بخبرات الكنيسة الأولى وما اختبرته وهي تتلمذ على المسيح وتنهل من خبرات تلاميذه وما عاشوه وسمعوه ولمسوه بأيديهم. وأودعوه، بجوار ما وثقوه، عبر تلمذة اناس امناء نقلوه بالتواتر وبأمانة لأجيالهم، حتى وصل الينا. في تكامل ووعي واستيعاب للكلمة المكتوبة.