رشدى عوض دميان
**** هذه الصورة "لفتيات العنب"
تنم انتشارها انتشار النار في الهشيم
في جميع مواقع التواصل الإجتماعي
بعد الحادث المُفْجِع الأليم الذي
دفعن فيه حياتهنّ نتيجة أخطاء
إدارية، ورعونة وجشع وأطماع سائق
غير مكترث بأرواح وسلامة الركاب؟!
———————-
**** لا يختلف العقلاء على أن هذه
الصورة هي من خاصية ألـ A I أي
ألـ Artificial Intelligence أو
الذكاء الاصطناعي؟!
**** وبالتحقيق في تفاصيل الصورة
نلاحظ ما يلي من متناقضات:
١. وجوه الفتيات المتشابهة بشكل واضح.
٢. طريقة الإمساك بعناقيد العنب
تعطي الانطباع بأن الفتيات تربيت في
قصور النبلاء، وليس في قرى محافظة المنوفية.
٣. ألوان وأشكال الحجاب تعطى الإنطباع أيضاً
أنها من إبتكار أحد بيوت الأزياء العالمية
وليست نتيجة تصميمات محلية.
٤. خلفية حقل العنب، تشير إلى
غياب الصورة الطبيعية لمثل هذه الحقول.
———————-
**** صورة تنطق بكل معاني الكذب
التي يُقٌصَدُ بها التعتيم على واقع
مؤلم ومرير في طبيعة الحياة اليومية
التي تعيشها فتيات في عمر الزهور؟!
**** الصورة لا تخبرك بأن واحدة منهم
قد ذهبت للعمل في حقل العنب وهي
لم تتناول طعام الإفطار، ربما لعدم وجود
طعام للإفطار، أو ربما لغرض التوفير؟!
**** الصورة لا تقول لك ماذا كان يدور
في رأس كل واحدة منهم عن أن الأجر
الذي سوف تحصل عليه اليوم يجعل
قيمة ما تدخره يزيد بما يكفي لكي
تستطيع أن تشتري ما تحتاجه من
مستلزمات لأسرتها أو حتى لحياتها الخاصة؟!
———————-
**** الصورة شيء، والواقع شيء آخر؟!
والعقل البشرى والضمير الإنساني
أكثر صدقاً من الذكاء الاصطناعي.
ومرة أخرى أقول لكل مسؤول في الدولة
عفواً سيدي المسؤول:
أنظر فيما وراء الصورة، ولا تنظر إلى
آلات التصوير التي تلتقط صورتك وانت
تدلي بتصريح تلو الآخر عن الملابسات
التي وراء المآسي التي أصبحت من
مشاهد الحياة اليومية في المجتمع؟!
——————————————————
(*) "فتيات العنب":
بحسب التعبير المتميز المعنى
للكاتبة الأستاذة ماجدة سيدهم