سامي سمعان
في مشهد مهيب غلفه الحزن والإيمان، ألقى غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، كلمة مؤثرة خلال جنازة شهداء كنيسة مار إلياس دويلعة، الذين ارتقوا إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة أثناء القداس الإلهي.

وخلال مراسم التشييع التي أقيمت في كنيسة الصليب المقدس بدمشق، خاطب البطريرك الحشود قائلاً: "ما حصل في كنيسة مار إلياس ليس مجرد اعتداء، بل مجزرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، واستهداف مباشر لمكوّن أساسي في سوريا". وأضاف: "شهداؤنا لم يُقتلوا، بل استشهدوا وهم في بيت الرب يصلّون، إنهم أبناء القيامة، وهم في النور الإلهي".

ووجّه غبطته تعازيه لعائلات الشهداء والجرحى، مؤكداً أن المصاب ليس مسيحياً فقط، بل هو جرح لكل السوريين، مسلمين ومسيحيين، داعيًا إلى وحدة وطنية لا تهزّها المحن. كما توجّه بنداء واضح للحكومة السورية قائلاً: "نأسف أننا لم نرَ أي مسؤول في موقع الجريمة، ونذكّر بأن توفير الأمن هو أبسط واجبات الدولة تجاه مواطنيها".

ولم يخفِ البطريرك استيائه من تعامل الحكومة مع الكارثة، قائلاً: "الشعب جائع، ويأتي إلى كنائسنا يطلب ثمن ربطة خبز"، مشيرًا إلى أن سوريا تستحق حكومة مسؤولة تشعر بأوجاع الناس.

البطريرك الذي مزج بين الغضب المقدس والعزاء الروحي، ختم كلمته بتأكيده أن الكنيسة لن تخاف، وستتابع رسالتها رغم كل الجراح، وقال: "هؤلاء الشهداء حموا من كانوا في الكنيسة بأجسادهم... هذا هو شعبنا البطل".

وفي لحظة روحانية اختلطت فيها الدموع بالإيمان، أكد البطريرك أن الشهداء لم يختفوا، بل ازدادوا حضورًا، وأن الكنيسة لا تُقهر ما دامت متكئة على الصليب والقيامة.