عماد جاد
اتسمت الكلمة التي القاها مندوب مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقدر كبير من مواجهة واقع الحال بشأن الموقف الدولي ممثلا في دول كبرى أو مؤسسات دولية يفترض انها تتولى حفظ السام والامن الدوليين وحل النزاعات بالطرق السامية والتدخل لوقفها بعد ان تتحول الى صراعات مسلحة، وعلى رأس هذه المسئوليات تطبيق احكام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين زمن الحرب.
يمكن تلخيص أبرز ما ورد على لسان المندوب المصري في
١- إدانة العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهل قطاع غزة وقتل المدنيين الأبرياء وحرمانهم من الغذاء والدواء.
٢- إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران.
٣-إدانة الفيتو الامريكي في مجلس الامن مؤخرا والذي منع صدور قرار من المجلس يدعو الى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وهو القرار الذي وافقت عليه باقي دول المجلس وعددها ١٤ دولة ( ٤ دول دائمة العضوية و ١٠ دولى غير دائمة العضوية) ومن ثم جاء الاعتراض او الفيتو الامريكي ليمنع صدور القرار.
وفي تقديري أن الكلمة ونبرة الصوت والتأكيد على بعض الكلمات إنما يكشف بشكل واضح عن وجود توترات عميقة في العلاقات المصرية الإسرائيلية وان علاقات البلدين تمر بأزمة حقيقية تفتح المجال امام احتمالات حدوث مزيد من التدهور الذي لا يمكن تحديد مداه لاسيما مع ادانة مندوب مصر للعدوان الاسرائيلي على إيران.
وتكشف كلمة مندوب مصر عن مرور العلاقات مع واشنطن بتدهور غير مسبوق منذ استئناف العلاقات بين البلدين في مارس عام ١٩٧٤، فالكلمة حملت إدانة واضحة للفيتو الامريكي الذي منع صدور قرار من مجلس الامن لوقف فوري للعدوان على غزة، كما ان احداثا عديدة كشفت مبكرا تشكل هذه الازمة منها امتناع الرئيس السيسي عن زيارة واشنطن ولقاء ترامب، ورفض مصر القاطع لاستقبال اهل غزة واعتبار ذلك تصفية للقضية الفلسطينية، وما حدث خلال زيارة ترامب لمنطقة الخليج وتجاهل مصر ثم تلويح ترامب بضم مصر الى قائمة الدول التي ينتوي منع مواطنيها .من دخول الاراضي الامريكية.
إذاً نحن امام أزمة مركبة في علاقات مصر بتل ابيب وواشنطن، وبقدر من تشير الحسابات العقلانية الى ضرورة ضبط هذه التفاعلات ووضع سقف لتصاعدها، بقدر ما تكشف كلمة المندوب المصري عن استمرار منحنى الأزمة في التصاعد وان كافة الاحتمالات قائمة لاسيما في ضوء مآل الحرب الاسرائيلية الايرانية من ناحية وما سيحدث في الاراضي الفلسطينية في قادم الأيام.