كمال زاخر
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠٢٥

كنيستنا تدعونا أن نعيش لاهوت الفرح، وهو ليس الفرح المادي الذي يأتي ويذهب بفعل عوامل خارجية  وتتكرر دورات الفرح والحزن المادي النفسي على مدار اليوم حتى نهاية العمر.

أما لاهوت الفرح فيعطينا فرح داخلي يدوم، وهو ما وعدنا به الرب يسوع،  
"كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ." (يو 15: 11).

وهذا الفرح له اشكال متعددة ملموسة.
* تعزية في الحزن لا يدركها من حولنا.

* ثبات في الأزمات لا يهزه انهيار لأن السندة من الروح القدس حينها.
* قدرة على طرد الخوف حتى مع الأخبار التي تحيطنا وتحمل انباء حروب ودمار وخراب.

لكن كيف نملك كل هذا مع ضعف بشريتنا؟
لنرجع الى كلام الرب السابق لكلامه عن الفرح في نفس الاصحاح ماذا يقول؟
(إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.) 

وبعد كلامه عن الفرح يقول:
(هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.) .
لكن لماذا لا نقوي علي اختبار الفرح هذا رغم ايماننا بكلام الرب.

السبب أننا مستغرقون في الخوف من الخطية، والقيام والسقوط بلا نهاية.
نحن بحاجة الي التيقن من اننا منتصرون في المسيح بجد مش كلام.

لنتخلص من حرب نصنعها لأنفسنا في غالب الأحوال.

ولنقل بثقة لأنفسنا نحن منتصرون بل اعظم من منتصرين، ونتذكر ان القديسين غلبوا الخوف والخطية ليس بقوتهم أو تقواهم (وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. رؤ 12: 11).

أما الموت فقد تحول الى خلاص الا نصلي في القداس "حولت لي العقوبة (الموت) خلاصا"

سنري يسوع فتفرح قلوبنا
"فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ." (يو 16: 22).
نثق في كلام ووعد الرب يسوع المسيح لنا.