دكتور بول غبريال – راعي الكنيسة العربية الكتابية – شيكاجو 
هل مرّ بك وقت شعرت فيه أن وصايا الرب يسوع عن القداسة، والالتزام، والصلاة، والتلمذه وصايا شاقة على قلبك وثقيلة على كاهلك؟
ربما تحيرت في داخلك قائلاً: "يا رب، كلامك رائع وجميل، لكنني لا أستطيع أن أعيشه في تلك اللحظة".
 
 قف واسأل نفسك:
هل من الممكن أن يطلب الله من الإنسان ما لا يقدر عليه؟
الجواب بلا تردد: كلا وحاشا 
 
فالله ليس بظالم كي يُثقل كاهلنا بما لا نحتمل، ولا هو بعاجز عن أن يمنحنا المعونة، فهو القائل:      
 "أَمِينٌ هُوَ ٱلَّذِي يَدْعُوكُمُ، ٱلَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا" (١ تسالونيكي ٥: ٢٤)
 
وإن ظننا أننا "لا نقدر أن نطيع"، فكأننا نلمّح بأن الله قد نسي ضعفنا أو غفل عن حالتنا، وهذا غير صحيح، فهو القائل: 
"لأَنَّهُ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" (عبرانيين ٤: ١٥)
الحياة المسيحية – أذن - ليست مسيرة تعتمد على الجهد البشري فحسب، بل هي دعوة لأن نحيا بقوة الروح القدس الساكن فينا
ليست دعوة لتزيين الخارج، بل ليموت الإنسان العتيق، فتحيا فينا حياة المسيح الحقيقية. 
 
"فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ ٱلْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ" (رومية ٦: ٨
 
حين نموت عن الذات، تظهر فينا حياة المسيح: حياة الاتضاع، الوداعة، السلام، والفرح
 
وما أروع ما قاله بولس الرسول وهو يخبرنا كيف تصير قوة الله ظاهرة في ضعف الإنسان
 
"قَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيحِ... لِأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ، فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ" (٢ كورنثوس ١٢: ٩-١٠).
 
نعم، حين نُقرّ بضعفنا ونعترف بعدم قدرتنا ونتّكل بكل القلب على الرب، يعمل فينا روح الله ويمنحنا القوة لنحيا كما يرضى، فنُثمر ثمار الروح
 
"وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ" (غلاطية ٥: ٢٢-٢٣)
 
فلا تيأس إن شعرت بضعفك، بل اجعل ضعفك هو مدخلك للنعمة، ولا تبرر عجزك، بل سلّمه لله، وقل له بإيمان الطفل:
 
  "يا رب، لست أقدر... لكنك أنت تقدر. فاعمل فيّ وعَبْرِي ما لا أستطيع"
تبقي الوصية المشجعة جدا، والتي تحرك فينا السعي نحو الإتكال علي الله والقادر – عن أختبار – أن يقوم طريقنا 
 
ٱتَّكِلْ عَلَى ٱلرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ" (أمثال ٣: ٥-٦)