بِقلم جُورج حَبيبْ
غَاب عَني العَصفُور طَويلاً
وَلمْ أعتَاد منهُ البُعد كَثيراً
وَقُلتُ مَاذا دَهاهُ قد يَكُن حَزيناً
فَقد أغلَظتُ مَعهُ القَول تَغلَيظاً
وَلمْ أُراعِ مَشاعرهُ وَهو مُستَكيناً
وَلمْ يُجِبني بكَلمةٍ وَدمعُه غَزيراً
آكونُ إستَغليتُ حُبه ألنَبيلا
وَتخَيلتُ وأنا الأضعَف إنهُ ضَعيفاً
وهو صابرا لعلي من غفلتي استفيقا
فَليس الحُب والنُبل للمُستغلِينا
ولكن الأصيلُ يُقدره ُتَقديراً
وَيلزَمه مُراجَعة نَفسهُ وَليكنْ لَطِيفاً
فَالحَريرُ ناعماً والكَلام مِثلهُ رَقيقاً
وَندَمتُ لغَلاظَتي وَكم أنا مَعِيباً
فَالقُوةُ في ألنُبلِ يَملُكهُ ألقَدِيرا
وألعَصفُور كَم إحتَملَ الثَقِيلا
مَا نطَق بِحرفٍ وكَمْ كان حَكيماً
وَكم كُنتُ أمَامهُ كَزما ضَعيفاً
وَأدرَكتُ أن للقُوة مَعانٍ وأنا بها جَهيلاً