الكاتب والباحث  : مجدى سعدالله
ماجستير فى التاريخ القبطى 
 بدأت حركةً التجديد المعاصرة  فى الكنيسة القبطية  الأرثوذكسية منذ عهد البابا كيرلس الرابع ( ابو الإصلاح ) .
 
رائد  تحرير المرأة فى العصر  الحديث .
 
لقد كان محظورا فى عصره على السيدات المشى فى الطريق .
 
فإذا به يفتتح مدرسه لتعليم البنات فى حارة السقايين . وهو اول من استورد مطبعه لطبع الكتب .
 
اول مطبعه  احضرها نابليون إلى مصر . وثانى مطبعه احضرتها الحكومة  المصرية .
 
وثالث مطبعه احضرها البابا كيرلس الرابع إلى مصر .
 
كان عهده فى الحقيقه هو عهد الإصلاح . والتعليم  اللاهوتى . 
 
وقد واصل البابا كيرلس الخامس حركة التجديد .
 
والاهتمام بالتعليم الكنسى . وبخاصة للأطفال والشباب .
 
بمعاونه الارشيدياكون حبيب جرجس .
 
رائد التربية الكنسية . ومدير الكلية الإكليريكية .  
 
➖ ثم جاء البابا كيرلس السادس ليقوم بعملية تجديد ضخمه
 
. حينما قام بسيامة أربعه من قادة التربية الكنسية وهم : الانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف .
 
والانبا شنوده اسقف التعليم .
 
والانبا صموئيل اسقف الخدمات العامة والاجتماعية .
 
والانبا غريغوريوس اسقف عام الثقافه القبطيه والبحث العلمى .
 
ويليق بنا ونحن نتحدث عن قصة الكنيسة القبطية فى المهجر ان نتحدث عن أول من اهتم بالأقباط  فى المهجر : 
 
أبينا  مثلث الرحمات  القديس  البابا كيرلس السادس : 
لقد مضى  على نياحة  القديس البابا كيرلس السادس 54  عاما 
،   لقد خدم قداسته  40 عامًا في خدمة الكهنوت. وفي خلال تلك الفترة، حرص في كل يوم أن يقيم القداس الإلهي. ولا يوجد في تاريخ الكنيسة كله إنسان مثل البابا كيرلس، استطاع أن يقيم مثل كل هذه القداسات.. وهذا أمر لم يحدث في تاريخ أي  بطريرك 
 
من باباوات  كرسى الإسكندرية أو  العالم ، كان عجيبًا في صلواته، وكانت الصلوات تتبعه في كل مكان.
 
 ومن محبتة  للصلاة اختار حياة الوحدة 
فعاش متوحدًا مدة طويلة، وتتلمذ على  كتب  القديس مار اسحق السرياني، الذي نسخ كتبه على ضوء شمعة في مغارتة . 
 
كان البابا كيرلس رجلًا تتمثل فيه فضائل عديدة. فقد كان إنسانًا بسيطًا هادئًا وديعًا. وكان حكيمًا عميقًا في التفكير، وكان يتميز أيضًا بالبكاء في صلاته وقداساته وهذا يظهر مدى بساطته وتواضعه الكبير 
 
كان قداسته  قوي الشخصية، وله هيبته عند الكثيرين.. وكان وقاره يطغى على الذين يقابلونه كما تطغى عليهم محبته. وكان قوي الإرادة عنيفًا متمسكًا فيما اعتنقه. ولا يمكن أن يتزعزع، كان إنسانًا جَمَعَ بين الوداعة والقوة.. والبساطة والحكمة.. والبكاء والحزم.. جمع بين أمور كثيرة قد يظن الناس أن بين بعضها والبعض الآخر شيئًا من التناقض.
 
كان البابا كيرلس رجل تعمير  فى كل مكان حل فيه. ففي طاحونة الهواء في مصر القديمة بنى فيها حاجزًا ومذبحًا، ومهد المكان ليعد فيه كنيسة صغيرة لحياته الخاصة.
 
وعندما ذهب إلى مصر القديمة بنى هناك كنيسة وبيوتًا وعمَّر المكان، وأوجد هذه الفكرة الجميلة لرعاية الطلبة الجامعيين في حضن الكنيسة، وتعميره لهذا المكان سبب تعمير المنطقة كلها.
 
وعندما رُسم بطريركًا اهتم بالتعمير أيضًا. فبنى الكاتدرائية  المرقسيه بالعباسية   وبنى الكلية الإكليريكية ومنزل الطلبة الملحق بها ومبنى المطبعة ورمم الكنيسة المرقسية الكبرى. 
 
وبُني في عهده عشرات الكنائس الجديدة وبَنَى دير مارمينا في صحراء مريوط وانتهى من بناء كنيسة متوسطة الحجم وقلالي الرهبان واستراحة للضيوف. ووضع أساسًا لكاتدرائية ضخمة.
 
كما نشر الكرازة في خارج القطر، سَيُكتب في تاريخ الكنيسة القبطية أن أول كنيسة بُنيت في استراليا وفي كندا وفي الولايات المتحدة والكويت ولبنان وغيرها كانت في حبريه قداسه البابا كيرلس 
 
فى حبريه قداسه البابا كيرلس السادس  كان ظهور السيده العذراء فى الزيتون . وما صاحبها من نهضة روحيه عجيبة وصل صداها إلى كل دول العالم . 
كذلك فى عهد البابا  كيرلس رجوع رفات مار مرقس الرسول . وكانت نتيجة التقارب بين العلاقات المسكونيه بيننا وبين كنيسة روما . لولا المحبه ما كان عاد جزء من الرفات والمحفوظ اسفل الكاتدرائية بالعباسية . 
 
كما عاد رفات القديس اثناسيوس الرسولى واصبحت هذه الكاتدرائية تضم هذين الكنزين العظيمين .
 
كذلك اهتم البابا كيرلس بالكنيسة فى أثيوبيا . ان العلاقات مع الكنيسة فى إثيوبيا كانت ترتكز على المحبة الكبيرة القائمة بين قداسة البابا كيرلس وجلاله الامبراطور هيلاسلاسى. 
 
ومنذ سيامته بطريرك قام فى عام 1959 بسيامة جاثليق إثيوبيا .
 
المتنيح أبونا باسيليوس .
 
 
وزار بنفسه إثيوبيا .
 
وفى سنه 1960م زار كثيرا من مقاطعات إثيوبيا .
وزار دير القديس هيمانوت الحبشى . وغيره من الاماكن. واشترك فى تنصيب الامبراطور هيلا سلاسى .
 
كما رأس مجلس الكنائس الأرثوذكسية الشرقية . 
 
اهتمامه بابناءه فى الخارج : 
بدأت العنايه بالمهاجرين فى الخارج بزيارات من الاباء الذين يوفدون فى مؤتمرات .مثلا نيافة الانبا صموئيل يكون فى مؤتمر يجمع الموجودين الخارج ويقيم لهم قداسا فى اى مكان . 
 
وبعدها بدأت الكنائس بصفه رسميه .ومنها كنيسه  الكويت التى أسسها البابا كيرلس واول من خدم فيها المتنيح الانبا مكسيموس . كان قمصا فى ذلك الوقت .
 
وكان معه شماسا هو المتنيح الانبا باخوميوس مطران البحيرة . ثم  ارسل البابا كيرلس المتنيح القس يوحنا جرجس من كنيسة مار مرقس  شبرا  . ثم القس / غبريال كامل .
 
والقس / تيموثاوس الانبا بيشوى ( المتنيح الانبا تيموثاوس ) 
 
ثم تأسست كنيسة لندن . وفى كندا أسس كنيستين . كنيسه فى تورنتو عام 1964 م  ارسل لها المتنيح القمص مرقس عبد المسيح . وكنيسه مونتريال تأسست سنه 1968م وارسل لها المتنيح القس / روفائيل يونان .
 
ثم كنيستنا فى استراليا بسدنى وملبورن وارسل لهم المتنيح القس /  فيكتور . . كذلك فى عهد قداسه البابا كيرلس . تم انشاء كنيسة فى جيرسى سيتى .
 
نيوجرسى . وكنيسه فى لوس انجلوس . فى عهد البابا كيرلس تعمقت العلاقات المسكونية فى الخارج ويرجع الفضل فى هذا إلى نيافه الانبا صموئيل الذى كان البابا ينتدبه فى هذه الزيارات والمؤتمرات . 
 
نطلب بركته وصلواته وشفاعته من اجلنا ولاجل الكنيسة  فى كل مكان . ولالهنا المجد والإكرام . امين . 
 
المهاجرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية : 
بدات هجرة الأقباط إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى اوائل الخمسينيات بعد ثورة 23 يوليو 1952م  وكانت هناك مجموعه قليله من الاسر والأفراد الذين أتوا للدراسه او الذين تركوا مصر لاسباب اخرى . 
 
ومن هذه المجموعه : سابا باشا حبشى . 
 
دكتور ماهر كامل . دكتور محروس هارون . دكتور شوقى كراس . دكتور سامى بولس . دكتور عاطف حنا . دكتور الهامى خليل . دكتور رفيق حبيب . عونى برسوم . حربى بطرس وآخرين . 
 
وفى اوائل الستينات زادت هذه المجموعة قليلا .
 
وكان المتنيح الانبا صموئيل اسقف الخدمات العامه فى عهد قداسة البابا كيرلس السادس يفتقدهم اثناء حضورة إلى امريكا . وقد قام فى عام 1962م برسامه مجموعه من الشمامسة للخدمه فى نيويورك .
 
وقد حضر هذا القداس القمص باخوم المحرقى ( المتنيح الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى ) 
ازداد عدد الأقباط فى منطقة نيويورك فقام الاقباط بتسجيل اول جمعية  قبطية فى امريكا لخدمه الاقباط فى نيويورك وكانت ترأسها فى ذلك الوقت السيدة / ايفا حبيب المصرى . 
 
وفى عام 1968م فتحت امريكا باب الهجرة للمصريين .
 
فبدأت أفواج المهاجرين تصل إلى الساحل الشرقى فى منطقة نيويورك ونيوجرسى . 
 
قامت الجمعية القبطية الموجودة فى ذلك الوقت بالعمل على تنظيم خدمه القداس الالهى شهريا .
 
فكان القمص /  روفائيل يونان نخله . كاهن كنيسة مار مرقس بمونتريال يحضر شهريا من مونتريال .
 
لاقامه القداس الالهى يوم السبت ويعود مساء إلى كنيسته فى مونتريال .
 
واستمرت هذه الخدمة إلى شهر مايو 1968م 
 
فى مايو 1968م حضر من مصر إلى مدينه نيويورك القس / منقريوس عوض الله لزيارة المنطقه وقام بخدمة القداس الالهى يوم الاحد مرات عديدة . 
وفى شهر مايو 1969م حضر من مصر القس مينا كامل ينى لزيارة امريكا .
 
وكان يقيم فى ولاية بوسطن . فدعتة الجمعيه القبطية لصلاه القداس الالهى بمدينه نيويورك وكان ذلك بتوصية من جناب القمص / روفائيل يونان نخله . الذى كان يقوم بخدمه هذه المنطقة . 
 
أقيم اول قداس بمعرفه القس / مينا كامل ينى فى كنيسه River Side  فى 
 
شارع 120 بمنهاتن . نيويورك فى احد الصالات . ثم استمرت الخدمة الأسبوعية كل يوم أحد فى كلية اللاهوت فى منهاتن : 
General Theological Seminary
تم تسجيل جمعية قبطية اخرى واستمرت الخدمة الأسبوعية مساء من كل يوم سيب فى صلاة عشية ودرس 
 
الكتاب والقداس الالهى .صباح الاحد . وأستقرت الخدمه فى ذلك الصيف بإحدى قاعات كاتدرائية الأرمن الأرثوذكس بمنهاتن الكائنة فى : Second  Avenue 
 
استمرت هذه الخدمه المنتظمة حتى حلول صيف 1969م لغايه الأسبوع الاول من شهر اكتوبر 1969م عاد بعدها القس مينا كامل ينى إلى خدمته بالحيزة فى كنيسة العذراء بالعمرانية . 
 
وفى هذه الفتره كان الشماس الدكتور حكيم امين عبد السيد يخدم كشماس فى هذه المدة بانتظام .
 
كان من الخدام والشخصيات المعروفة  لقداسه البابا كيرلس السادس .
 
وقد اختبره قداسه البابا فى أمور كثيره خلال خدمته .فقد  أسند إليه قداسه البابا  تنظيم الكثير من الاحتفالات التاريخية مثل حفل وضع حجراساس كاتدرائية الانبا رويس  بالعباسية الذى حضره الرئيس جمال عبد الناصر  . 
 
 وكذلك  اسند اليه الاشراف على الاحتفال باستقبال الامبراطور  هلاسيلاسي وحفل استقبال رفات القبس مارمرقص الرسول .
 
وهذه الاحتفالات لم تكن احتفالات عادية ولكنها كانت احتفالات تاريخيه كبرى 
 
اثبت فيها الشماس الدكتور حكيم امين مدى كفاءته وأمانته وغيرته المقدسه فى كل ما كلفه به قداسه البابا . هذا إلى جانب خدمته المعروفه وكتابته فى  محله مدارس الاحد . 
 
فى هذه الاثناء سافر الدكتور حكيم أمين إلى امريكا ليعمل استاذاً زائرا بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعه يوتا .
 
امريكا  . فى الحقيقه لقد ترك الدكتور حكيم فراغا كبيرا فى كثير من مجالات النشاط الكنسى .فقد كان حركة دائبة لا تهدا .
 
وطاقه روحية وفكرية لا تنضب .
 
وخدمه مضحيه حتى البذل بما حباه الله من صفات جميله . 
 
وقد عثرت فى مجله مدارس الاحد  على كثير من الكتابات  التى كتبت بعد سفر الدكتور / حكيم امين إلى  امريكا . 
 
( اننا نثق فى ان الرب الذى اختارك لإنجاز الخدمات الكنسية فى مصر سوف يؤازرك بقوة فى عملك الجديد الذى اختاره لك فى امريكا ) 
وبعد قرابه العام استدعى قداسه البابا كيرلس السادس . الدكتور حكيم امين الحائز على درجه الدكتوراة فى تاريخ الشرق الأوسط والذى عمل منذ عام مضى استاذاً بجامعه يوتا .
 
امريكا . لقد استدعاه قداسته لسيامته كاهنا على بيعه الله الأرثوذكسية بنيويورك ونيوجرسى .
 
لم يتردد الدكتور حكيم أمين  وهو الخادم الامين الذى احب خدمه الكنيسة منذ مطلع حياته . وكانت له خدمات ممتازة  . إلى جانب مؤلفات وبحوث قيمه فى تاريخ الكنيسة والرهبنة القبطيه . 
 
هذا وقد تمت السيامه المباركه فى :,
9 / 11 / 1970 وقام بإتمام السيامه 
الانبا اثناسيوس والانبا مكسيموس . وتسمى الكاهن الجديد باسم : القس غبريال امين نسبه إلى الملاك المبشر الذى صادف يوم رسامته . ليكون اول كاهن قبطى لكنيسة مار مرقس بجرسى سيتى . بالساحل الشرقى . فى عهد قداسه البابا كيرلس السادس . بأسم : 
القس / غبريال امين عبد السيد . 
 
( إلى اللقاء فى الحلقه المقبله ) 
 
مع تحيات :