د . ق يسطس الأورشليمى
باحث وكاتب بالتاريخ المسيحي والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
الشيخ زُوَيِّد:
تقع الشيخ زُوَيِّدعلى مسافة أربعة وعشرين كيلومترًا للجنوب الغربي من رفح، وكانت هذه المدينة في عصر البطالمة لها مكانة حضارية كبيرة.
الشيخ زويد عرفت قديمًا باسم بِتيليون Pitulion وهي تقع على مسافة ٣٢ كم للجنوب الغربي من مدينة رفح، وتبعد عن العريش بمسافة ١٥ كم، وبينها وبين شاطىء البحر الأبيض المتوسط ٣ كم.
وهي مدينة قديمة على حدود مصر. وكان العصر السادس قبل الميلاد الذي يسمى بالعصر البيزنطـي هو عصر ازدهارها، وقد نشأ على أطلال هذه المدينة القديمة حي الكوثر. وقد تم العثور على آثار هامة عن طريق الحفائر بهذه المنطقة التى قام بها العـالم "جـان كليـدا. J. Cledat عام ١٩١٣ م. وفيها فسيفساء معروضة الآن بمتحف الإسماعيلية ترجع للعصر اليوناني الروماني. وكذلك إذا أجريت حفائر بالمنطقة يمكن الكشف عن المزيد من الآثار وخاصة التي ترجع إلى العصر البيزنطي المسيحي. وبعد ذلك سارت العائلة المقدسة في طريقها إلى مصر من طريق الشيخ زويد إلى العريش.
القلـس:
تقع القلـسعلى ساحل البحر مباشرةً، وتحيط بها بحيرة البردويل. ويبلغ طول القلس 3 كم تقريبًا بعرض يضيق ويتسع ما بين 300 إلى 1000م وقد أغار البحر علي جزء كبير منها.
القلس أشار كتاب العصر الروماني والبيزنطى إلى وجود حصن أو مدينة تعرف باسم رأس كاسـيون وتعنـي "دير النصارى" وهي تقع في منتصف المسافة بين الفلوسيات والمحمديات ٣٨ كم إلـى الغـرب مـن الفلوسيات. كما أشار الكتاب إلى وجود أديرة وكنائس ظلت باقية حتى العصر الإسلامي، وبعد ذلك سارت العائلة المقدسة إلى "المحمدية".
تعرف قديمًا باسم رأس كاسبيوس (حصن النصارى – دير النصارى) وهي تقع في المسافة ما بين الفلوسية والمحمدية وإلى الغرب من الفلوسيات بحوالي 40 كم تقريبًا. وهي على بعد 38 كم غرب محمية الزرانيق. وَرَدَ اسمها عند بعض الكتاب بأسماء مختلفة cesium عند ماسبيرو وكامرر وتل كاسيوس عند أسترابون، وذكرها قدامة الجغرافي باسم القصر، وذكرها المقديسى في أحسن التقاسيم باسم دير النصارى، حاليًا اسم القلس.
والقلس ناحية الساحل قريبة إلى ديار مصر تنسب إليها الثياب القلسية، والطريق من الفرما إلى غزة على الساحل يمتد من الفرما رأس القلس وهو لسان خارج في البحر وعنده حصن يسكنه الناس ولهم حدائق واجنة وماء عذب وزراعة نخيل مثمر لإقامة مد ينة تضم كنائس وأديرة ومبان سكنية بالإضافة إلى التحصين القوي، وهو أيضًا مكان متوسط بين الفلوسيات والمحمدية.
وكاسيوس موقعها مكان القلس الحالي ويشير كتاب الفترة الرومانية والبيزنطية إلى وجود حصن هام ومعبد بها، كما يشير بعض كتاب العرب إلى وجود حصن للنصارى فيها، وإذا لم تكن آثار تل القلس ظاهرة الآن فما يبعد أنْ تكون الرمال تغطي جزءًا كبيرًا منها وأن يكون البحر قد أغار على جزء آخر. وليس في اللسان الموجود بين البحر والبحيرة بين آثار أستراكين وآثار المحمدية مكان يمكن أنْ يقوم فيه حصن ومعبد خير من منطقة القلس هذه. فهناك نخيل وماء على عكس باقي اللسان فهو مجدب يندر فيه النبات. كما أنَّ هذا المكان متوسط بين المحطتين يحسن أنْ يقوم فيه الحصن. ( ) ويذكرها علي مبارك باسم (القس، وهي بلدة كانت في الشمال الشرقي لمصر كانت واقعة فوق البحر المالح فيما بين السوادة والورادة وآثارها باقية إلى اليوم... إليها تنسب الثياب القسيَّة.
يذكرها نعوم بك شقير: أمَّا تَل القلس فهو كثيب عظيم من الرمال على نحو 7 ساعات من المحمدية، وهو يمتد نحو ميلين على شاطئ البحر ويعلو نحو 80 قدمًا عن سطح البحر وشرقيه بلدة قديمة طمرتها الرمال.
المحمدية:
تقع المحمدية: غرب القلس على ساحل البحر مباشرةً مثل القلس. وقد أغار البحر عليها وابتلع الكثير من آثارها وهدم الكثير من مبانيها المجاورة للبحر. وكانت ميناءً للفرما في العصور القديمة. وهي مدينة جيرومGerrumوالتي تُعرَف في بعض الأحيان بالمحمديات وهي الآن عبارة عن خرائب مدينة فخمة قديمة العهد مبنية بالحجر المنحوت والطوب الأحمر على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
وهي على بعد 40 كم من الفرما وكان بها دير قديم. على نحو ساعة وثلثي الساعة من تل الفضة. ومازال يوجد بها قلعة مرتفعة وقصر جميل به حمامات رومانية الطراز، ويقع القصر على تل مرتفع وشمال هذا التل توجد جبانة كبير توجد بها قبور إسلامية.
وقد قام الأثري كليدا بعمل حفائر بهذه المنطقة 1910 م. وقال: وعلى شاطئ البحر نجد بقايا مدينة المحمدية، ويرى هناك بقايا حصن كبير فوق بقايا ربوة مشرفة على البحر وبقايا مباني كثيرة وهي دون شك فوقع مدينة جرها. Gerrha. ( )
المحمدية وكانت تعرف باسم "جارا" وتقع ما بين تل القلس والفرما عند نهاية بحيرة البردويـل مـن الناحيـة الغربية وقد أشارت المصادر إلى وجود دير بهذه المدينة ولكن لم يتم الكشف عنه حتى الأن. وبعد مرور العائلة المقدسة على منطقتي القلس والمحمدية تابعت المسيرة إلى مصر من خلال الفرما التى كانت المحطة الأخيرة التي حلَّت بها العائلة المقدسة فى سيناء.