ياسر أيوب
خمسمائة كيلومتر.. تخيل الإيطاليون أنهم سيقطعونها بالسيارات والأتوبيسات والقطار عائدين من مدينة ميونخ إلى مدينة ميلانو تسبقهم وتلحقهم فرحة الفوز بدورى أبطال أوروبا.. فلم يتخيل الإيطاليون أن يخسر إنتر ميلان هذا النهائى مساء أمس الأول أمام باريس سان جيرمان.. ليس فقط استنادا لتاريخ يؤكد أن إنتر ميلان فاز من قبل بهذه البطولة ثلاث مرات غير ثلاث مرات أخرى خسر فيها النهائى، بينما لم يفز بها باريس سان جيرمان ولم يصل حتى للنهائى سوى مرة وحيدة.. وأمام أندية إيطاليا سبق لباريس سان جيرمان أن لعب ٢٥ مباراة فى مسابقات أندية أوروبا.. خسر ١٠ مباريات وتعادل فى ٩ مباريات ولم يفز إلا فى ٦ مباريات فقط.. وبعيدا عن التاريخ الذى لم يضبطه أحد قبل أن يلعب الكرة مع أصحابه.. كان إنتر ميلان فى الدور الأول لهذه البطولة الحالية هو الرابع بينما كان باريس سان جيرمان هو الخامس عشر..
وفى الأدوار التالية كانت المفاجأة الوحيدة لباريس سان جيرمان هى فوزه على ليفربول الإنجليزى، بينما فاز إنتر ميلان على عملاقى أوروبا.. بايرن ميونخ الألمانى وبرشلونة الإسبانى.. وبالإضافة لذلك كان الإيطاليون يحتاجون لهذه البطولة التى لم يفز بها أى ناد إيطالى منذ ١٥ سنة.. كانت تحتاجها الكرة الإيطالية التى باتت دموعها أكبر من ابتساماتها.. فمنذ فوز إيطاليا بمونديال ٢٠٠٦ وكانت فرنسا بالمناسبة هى التى خسرت النهائى أمامها.. خرجت من الدور الأول فى مونديال ٢٠١٠ وأيضا فى مونديال ٢٠١٤ وفشلت أصلا فى التأهل لمونديالى ٢٠١٨ و٢٠٢٢.. وباستثناء الفوز ببطولة أمم أوروبا ٢٠٢٠.. عاشت إيطاليا سنوات طويلة فاضت بالحزن والمرارة.. وكل الدوافع والحسابات التى رجحت كفة إنتر ميلان كانت نفسها هى التى قادت باريس سان جيرمان للفوز الكبير أمس الأول بخمسة أهداف فى مرمى إنتر ميلان..
فدوافع من سبق له الفوز تبقى غالبا أقل من دوافع من لم يذق طعم هذا الفوز مطلقا وبات قريبا منه جدا.. ففرنسا خسرت نهائى هذه البطولة ست مرات من قبل ولم تفز بها إلا مرة وحيدة فى ١٩٩٩ وكانت البطولة لمارسيليا.. ولعب باريس سان جيرمان نهائى أمس الأول بشكل يختلف عن أدائه فى نهائى ٢٠٢٠ الذى خسره أمام بايرين ميونخ.. وزادت ثقة باريس سان جيرمان الذى فى البطولة الحالية قطع ذيل الأسد الإنجليزى ثلاث مرات بالفوز على ليفربول وأستون فيلا وأرسنال.. ونجح فى إثبات تفوق الفرنسيين على الإيطاليين فى السنين الماضية بعد أن ظل الإيطاليون يفوزون دائما منذ مباراتهما الأولى ١٩١٠.. وحقق باريس سان جيرمان ما كان يأمله ويريده على حساب الإيطاليين وأحلامهم.
نقلا عن المصرى اليوم
