كتب - محرر الاقباط متحدون
تستضيف مدينة فيرمو في إقليم ماركي الإيطالي بدءاً من هذا الجمعة ولغاية الثامن من حزيران يونيو المقبل "مهرجان التواصل ٢٠٢٥" حول موضوع "لنضئ الرجاء، تواصل مختلف ممكن" على أن يفتتح الأعمال عميد دائرة التواصل الفاتيكانية باولو روفيني والصحفي الإيطالي إنريكو مينتانا.
المهرجان الذي تستضيفه رئاسة أبرشية فيرمو – ويُختتم يوم أحد العنصرة – هو عبارة عن مختبرات وورشات عمل ولقاءات وشهادات من أجل التفكير بمعنى التواصل اليوم، الذي لا بد أن يكون دائماً مرفقاً بحس المسؤولية ويهدف إلى إضاءة شعلة الرجاء.
سيقود الأعمال المطران روكو بناكيو، أسقف أبرشية فيرمو، التي تضم أكثر من مائتين وثلاثة وسبعين ألف مؤمن، وهي الأبرشية الأكبر من حيث عدد المؤمنين في إقليم ماركي، وهي أيضا من أقدم الأبرشيات، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثالث، وقد رفعها البابا سيكستوس الخامس إلى مقام رئاسة أبرشية في الرابع والعشرين من أيار مايو ١٥٨٩. تنظم مهرجان التواصل ٢٠٢٥ دائرة التواصل ودائرة الثقافة والتربية الفاتيكانيتان، بالتعاون مع البلديات المتواجدة في الأبرشية، وعدد من وسائل الإعلام الكاثوليكية والجامعات. ويندرج في إطار اليوبيل، ويشكل مناسبة للتفكير بالمسؤوليات الملقاة على عاتق العاملين في هذا القطاع ولتسليط الضوء على رسالة التواصل في زمن مطبوع بالصراعات والتضليل الإعلامي والهشاشة الاجتماعية.
وسيُوجِّه الأعمال الموضوع الذي اختاره البابا الراحل فرنسيس لليوم العالمي التاسع والخمسين للتواصل المأخوذ من رسالة القديس بطرس الأولى "مستعدون دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة". ويقول المنظمون إن هذه الآية تشكل نداءاً موجها إلى الجميع، إلى الصحفيين والعاملين الثقافيين والمربين، لكي يصنعوا لغة لا تعرف العنف، قادرة على تجريد الكلمات من السلاح وتضميد الجراح، وإيقاظ الثقة والانسجام من جديد.
وأكدوا أيضا على ضرورة أن يعبر التواصل عن القرب من الآخر، كوسيلة للحفاظ على كرامة الأشخاص والتعرف على بذور الخير المخبأة وسط الأخبار اليومية. ومن هذا المنطلق يكتسب شعار المهرجان أهمية كبرى، بطريقة تتماشى مع الدعوة إلى ممارسة محبة الحقيقة، كما كان يقول الطوباوي جاكومو ألبريوني.
كثيرون هم الضيوف الذين سيشاركون في أيام المهرجان. سيفتتح الأعمال مساء الجمعة عميد دائرة التواصل الفاتيكانية باولو روفيني الذي سيقيم حواراً مع الصحفي الإيطالي ومدير نشرة أخبار القناة السابعة إنريكو مينتانا. وستشهد الأيام المقبلة مشاركة شخصيات مدنية وكنسية من بينها Francesco Maria Chelli رئيس معهد الإحصاءات الإيطالي، والكاهن Roberto Ponti والراهبة Gabriella Collesei اللذين سيحدثان نزلاء سجن فيرمو عن موضوع الحوار والرجاء.
ويقول المنظمون أيضا إن الكلمات التي قالها البابا لاون الرابع عشر في حديثه إلى العاملين في حقل الإعلام والتواصل تندرج في سياق الإرث الذي تركه لنا البابا الراحل فرنسيس، عندما شدد على أهمية التواصل الذي يسمح لنا بتقاسم نظرة مختلفة لهذا العالم، والتصرف بشكل منسجم مع كرامتنا البشرية. وذكّر المنظمون في الختام بأن البابا بريفوست دعا الصحفيين إلى اعتماد نمط من التواصل قادر على مخاطبة قلب الإنسان وشجعهم على التخلي عن نموذج التنافسية لمعانقة نموذج "رفاق الدرب".
في الذكرى السنوية العشرين لانطلاق هذه المبادرة السنوية، ما يزال أسبوع التواصل يسعى إلى اقتراح رؤية سامية وإنسانية للتواصل. والتي لا تقتصر على البعد الفني وحسب إذ تشمل أيضا البعد العلائقي. ولا تقتصر على الإعلام فقط إنما على نشر الرجاء المتقاسم، هذا الرجاء الذي لا بد من الحفاظ عليه وإعادة إطلاقه كل يوم من خلال كلمات تداوي، ونظرات تقبل الآخر، وروايات تسمح للأشخاص برؤية مستقبل ممكن.