القمص رويس الجاولى

انجيل القديس مرقس الرسول ( مر )
++++++++++++
+++ مقدمة:

+ أجمع الدارسون على ان إنجيل مار مرقس هو أقدم ما كتب في الأناجيل. وهو المصدر الرئيسي الذي استقى منه الانجيليان متى ولوقا .. ويرى ق. ايريناؤس أنه كتب بعد استشهاد بطرس وبولس اي بعد سنة ٦٧ م. وقد اتجه غالبية الدارسين إلى القول بأنه كتب ما بين عامي ٦٥: ٧٠ م... ويرى ق. يوحنا الذهبي الفم أنه كتب في مصر وباللغة اليونانية .

+ حاول البعض ان ينسبوا إنجيل مرقس إلى بطرس الرسول، زاعمين انه كاتب او مترجم لبطرس قريبه. وإن هذا الإنجيل ليس إلا مذكرات للرسول بطرس سجلها ما مرقس له في روما. وهذا الرأي ترفضه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تماماً ، ولأن الموضوع يطيل شرحه لذا نوجه عنايتكم بقراءة ما كتبه البابا شنودة الثالث عن القديس مار مرقس في كتابه بمناسبة مرور ١٩ قرنا على استشهاده في الاسكندريه.
++++++++++

+ ولد القديس مرقس في القيروان إحدى المدن الخمس الغربية ، في بلدة تدعى ابرياتوليس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي.  اسم والدته مريم إمرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في اورشليم.

+ حمل مار مرقس اسمين:  يوحنا وهو اسم عبري ( يهوه حنان ) ، ومرقس وهو اسم عبري ( مطرقة ).

كان ق. مرقس يمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكون مرقس ابن اخت برنابا ، كما كان والد مار مرقس ( ارسطوبولس ) ابن عم زوجة بطرس الرسول.
+++++++++++

+ تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية واتقنها.

+ هاجر من ليبيا الى الأراضي المقدسة بسبب غارات البربر... وقد كانت مريم أمه من النساء اللواتي كن يخدمن السيد المسيح من اموالهن. وفتحت بيتها للرب ليأكل فيه الفصح ويغسل أرجل تلاميذه ويناولهم جسده ودمه ليلة آلامه. وفيه أيضاً كان الرسل يجتمعون معا للصلاة وكسر الخبر ( الافخارستيا)... لذا يعتبر بيت ما مرقس هو أول كنيسة تأسست في العالم وقد دشنها السيد المسيح بنفسه ليلة الامه. وحل فيها الروح القدس حين كان الرسل مجتمعين يوم الخمسين ( أع ٢: ١-٤ ).

+ كان ق. ما مرقس أحد السبعين رسولاً الذين اختارهم الرب للخدمة. وقد شهد بذلك القديس ابيفانوس والعلامة اوريجانوس. ويشهد انجيله بان كان شاهد عيان لكل الأحداث التي سجلها لنا في انجيله الذي يحمل إسمه.

+ كان ق. مار مرقس حاضراً مع السيد المسيح في عرس قانا الجليل ، وهو الشاب الذي كان حاملاً الجرة عندما التقى به التلميذان ليعدا الفصح. مر ١٤: ١٣-١٤ ، لو ٢٢: ١١.. وهو أيضاً الشاب الذي ترك إزاره وهرب عريانا عند القبض على السيد المسيح مر ١٤: ٥٢
++++++++++

+ يرمز للقديس مرقس بالاسد، لذلك تجد أهل البندقية ( فينيسيا ) وهو يتشفعون به جعلوا الأسد رمزاً لهم... ويعلل البعض هذا الرمز للأمور الآتية:
- قيل ان ق. مرقس كان يسير مع أبيه ارسطوبولس في صحراء الأردن وصادفهما أسد ولبوة. فطلب أبيه من مرقس إبنه ان يهرب لحياته ، فطمأن الشاب مرقس أبيه وصلى فانشقا الأسود واللبوة وانقطع نسلهما من البرية. وكانت هذه المعجزة سبباً في إيمان ارسطوبولس بالسيد المسيح.

- بدأ القديس مرقس انجيله بقوله " صوت صارخ في البرية " وكأنه صوت اسد مدوي في البرية كملك الحيوانات يهيئ الطريق لمجيء الملك الحقيقي (المسيح) . وقد كتب مرقس الرسول انجيله للرومان محبي القوة وركز على المعجزات القوية للسيد المسيح. لذا يرمز لانجيله بالاسد.

+ بدأ ق. مرقس خدمته مع ق. بطرس في أورشليم واليهودية. ثم انطلق مع بولس وبرنابا في رحلتهما الاولى وكرز معهما في أنطاكية. ثم عاد معهما إلى اورشليم لحضور مجمع أورشليم. ثم انفصل عن بولس في الرحلة التبشيرية الثانية بسبب خلاف بينهما. فانطلق يكرز مع برنابا في قبرص مرة ثانية ( أع ١٣: ٤-٥ ، ١٥: ٣٩).

+ اختفت شخصية مار مرقس في سفر الأعمال بعد ذلك إذ سافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولا لمسقط رأسه ( الخمس المدن الغربية) ومنها انطلق إلى الواحات ثم إلى الصعيد ومنها إلى الإسكندرية من بابها الشرقي سنة ٦١ م تقريباً.

+ في الإسكندرية تقابل مع انيانوس الاسكافي وابرأ يده من جرح أصابه اثناء إصلاح حذاءه المتهرء. فصار نواة للكرازة بعد أن أمن هو وأسرته بالسيد المسيح. وإذ انتشر الإيمان سريعاً بالإسكندرية رسم ما مرقس انيانوس أسقفا ومعه ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة. ترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس المدن الغربية ومنها إلى روما بناءا على طلب بولس له " خذ مرقس واحضره معك لأنه زافع لي للخدمة " ٢ تي ٤: ١١ .. وهناك في روما إلتقى بالقديسين بطرس وبولس وبقى معهما حتى استشهادهما سنة ٦٥ م تقريباً.

+ عاد ق. مرقس إلى الإسكندرية سنة ٦٥ ليرى الإيمان المسيحي قد اذدهر، فقرر ان يزور المدن الغربية الخمسة ، وعاد إلى الإسكندرية ليستشهد هناك في منطقة بوكاليا سنة ٦٨ م في ٣٠ برمودة ( عيد القيامة المجيد).

+ تعتقد لبنان بان ق. مرقس كرز بها ، هذا وقد كرز أيضاً في كولوسي ( كو ٤: ١٠) وقد اتخذته البندقية شفيعاً لها.