د.ق يسطس الأورشليمى  
باحث وكاتب بالتاريخ المسيحي والتراث المصري
وعضو اتحاد الكُتَّاب


أولاً:- فريد فى ترابطه :
1.    فقد كُتب فى فترة بلغت نحو 1600 سنة .
2.    فى فترة أكثر من ستين جيلاً .
3.    كتبه أكثر من أربعين كاتباً من مسالك الحياة منهم "الفلاح،الملك،الفيلسوف،الصياد..... بطرس الصياد ، عاموس راعى الغنم ، سليمان الملك ، لوقا الطبيب .
4.    وقد كُتب فى أماكن مختلفة :- كتب موسى النبى فى الصحراء ، بولس داخل السجن ، لوقا وهو مسافر   ، يوحنا فى جزيرة بطمس .
5.    و كُتب فى أزمنة مختلفة :- كتب داود فى وقت الحرب .
6.    و كُتب فى أحوال نفسية مختلفة :- فالبعض كتب فى قمة أفراحهم و آخرون فى عمق أساهم وفشلهم.
7.    كُتب من ثلاث قارات :- آسيا و أفريقيا و أوروبا .
8.    كُتب بثلاث لغات :- العبرية ، الآرامية ، اليونانية .

ثانيا :- فريد فى توزيعه : لقد قرىء الكتاب المقدس وتمت ترجمته إلى لغات أكثر من أى كتاب آخر وكذلك النسخ التى أنتجت منه أو أجزاء منه فاقت إنتاج أى كتاب آخرفى التاريخ . قد يجادل البعض أن كتاباً ما وزع منه أكثر من الكتاب المقدس ولكن الكتاب المقدس مستمر فى التوزيع . ويقال أن جمعية الكتاب المقدس منذ خمسين عاماً اضطرت لطبع نسخة من الكتاب المقدس كل ثلاث ثوان ليلاً ونهاراً و1369 نسخة كل ساعة ليلاً ونهاراً و 32876 نسخة كل يوم فى السنة . فلم يحدث لكتاب فى التاريخ أن وزع بهذه الكمية باسمرار! ويقول معارض :- هذا لايبرهن أن الكتاب المقدس  هو كلمة الله ! ولكن هذا يبرهن أن الكتاب المقدس كتاب فريد .

يوجد أكثر من 15,000 مخطوطة من الكتاب المقدس، وهي نسخ أو أجزاء من النسخ القديمة للكتاب المقدس. أقدم هذه المخطوطات يعود للقرن الأول قبل الميلاد لسفر أشعياء. أما العهد الجديد فقط، فيوجد ما يقارب 25,000 نسخة قديمة منه، سواء كانت مخطوطات على ورق البردي أو الجلود.

ثالثاً :- فريد فى ترجمته :- الكتاب المقدس هو أول كتاب ترجم فى العالم فقد ترجمت النسخة السبعينية من العبرية إلى اليونانية عام 250 عام ق.م واستمرت ترجمات الكتاب المقدس منذ ذلك التاريخ تم ترجمة الكتاب المقدس بالكامل إلى 756 لغة، وتُرجم العهد الجديد إلى 1726 لغة إضافية، وتُرجمت أجزاء أصغر منه إلى 1274 لغة أخرى، مما يعني أن أجزاء منه تُرجمت على الأقل إلى 3756 لغة. يوجد عدد كبير من الترجمات المختلفة للكتاب المقدس، حتى أنه يصعب إحصاؤها جميعًا، كما أن هناك ما يقرب من 900 ترجمة باللغة الإنجليزية وحدها.

رابعاً :- فريد فى بقائه :-
1.    بقى خلال الزمن :- لقد كُتب على مواد قابلة للفناء وكان يجب أن ينقل بخط اليد على مدى مئات السنين قبل اختراع المطابع ، ولكن هذا لم ينقص من أسلوبه أوصحته أو بقائه .    

2.    لقد بقى خلال الإضطهادات العنيفة :- إذ لم يلقى كتاب آخر مثلما لقى الكتاب المقدس  من إضطهاد . حاول كثيرون أن يحرقه ويمنعه منذ أيام أباطره الرومان حتى الحكم الشيوعى فى العصر الحاضر، قال الملحد الفرنسى فولتير " إنه بعد مائة ستكون المسيحية قد أمحت وصارت تاريخاً. ولكن ماذا حدث ؟ لقد صار فولتير فى ذمة التاريخ وذاد توزيع الكتاب المقدس  فى كل جزء من العالم . فمثلاً بنيت الكاتدرائية الأنجليزية فى زنزبار على موقع سوق العبيد القديم . ولم تمض خمسون سنه على وفاه فولتير حتى استعملت جمعية جنيف للكتاب المقدس مطبعته ومنزله لنشر الكتاب المقدس . فى عام 303 م أصدر دقلديانوس أمراً بالقضاء على المسيحية وكتابها المقدس وإحراق الكنائس و   الكتب المقدسة وحرمان كل مسيحى من الحقوق المدنية. ولكن الامبراطور الذى خلفه على العرش قسطنتين الذى أوصى يوسابيوس بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس  على نفقة الحكومة .     
   
3.    بقى بالرغم من النقد :حاول الملحدون على مدى ثمانية عشر قرناً أن يلقوا بالكتاب جانباً لكنه بقى كصخره صامده وزاد توزيعه وحب الناس له. لقد حاول ملوك وبابوات وأباطره وكهنة وأمراء وحكام أن يمدوا أيديهم إليه بالأذى فماتوا هم وبقى هو حياً . ومضى النقاد يقولون إن أسوار أريحا لم تسقط فى مكانها كما ورد فى يشوع 20:6  ولكن الحفريات برهنت صدق القصة .

لقد وقف الكتاب المقدس  وقفه فريدة فى وجهه النقاد لم يثبت كتاب آخر غيره فى مثل هذا الموقف كما ثبت هو .

خامساً :- فريد فى تعاليمه :-
1.    فريد فى تعاليمه النبوية :-  قال ولبر سميث : الذى قرأ بضعة آلاف من الكتب إن هناك اتفاق عاماً على أن هذا الكتاب أعظم ما كتب خلال الخمسة آلاف سنة فهناك نبوات متعددة عن الناس والدول والمدن وعن مجىء شخص هو المسيا .

2.  فريد فى تاريخه :-
    من سفر صموئيل الأول إلى سفر أخبارالأيام الثانى نجد تاريخ بنى إسرائيل عبر نحو خمسة قرون ، فقد كان اليهود عباقرة فى تسجيل تاريخهم . كما أن العهد القديم هو أدم وثيقة تاريخية . ويقول ولبر سميث : تعلو الأمة اليهودية على سائر الأمم فى تسجيل تاريخها بوضوح معطية سلسلة الأنساب .

3.  فريد فى شخصياته : قيل عن الكتاب : ليس الكتاب المقدس  كتاباً يقدر إنسان أن يكتبه لو شاه أو يريد أن يكتبه لو أنه قدر. ذلك أن الكتاب يذكر خطايا أبطاله وعيوبهم ، الكتاب المقدس  يذكر الخطايا والعيوب كما هى :

إدانة خطايا الناس تث  ( 24:9 ) ، يو (6:10 ) . سأل البعض : لماذا يورد الكتاب المقدس قصة خطية داود مع بتشبع ؟ والجواب أنه يحكى جوانب القوة كما يحكى جوانب الضعف ، إنه يروى الحقيقة كما هى ، الأمر الذى يكشف لنا انه لم يمش على أرضنا شخص كامل واحد إلا يسوع المسيح ابن الإنسان و كلمة الله الحى .

سادساً :- فريد فى تأثيره فى العالم :-
      1. تأثيره على الأدب والفن :- قال أحد الأفاضل : لو أن كل نسخة من الكتاب المقدس أبيدت لأمكن استرداد كل الأجزاء الهامة من الكتاب المقدس من الأقتباسات المأخوذة منه فى كتب مكتبة المدينة وهناك كتب كثيرة توضح كيف تأثر أعظم الأدباء بالكتاب المقدس . قال المؤرخ فيليب شاف : يصف تفرد المسيح يسوع الناصرى بدون سلاح أو مال هزم ملايين من الناس أكثر ممن هزمهم الإسكندر الأكبر وقيصر ونابليون ......إلخ . تحدث بعبارات بسيطة تحدث بكلمات الحياة التى لم ينطق أحد بمثلها لا قبله ولا بعده وترك تأثيراً لا يدانيه فيه خطيب ولا شاعر . وبدون أن يكتب سطراً واحداً أوحى لكثيرين ليكتبوا وأعطى أفكار الآف المواعظ و الخطب و المناقشات وأعمال الفن والترانيم التى سطرها عظماء الرجال فى الماضى والحاضر .

    وقال آخر : منذ عصر الرسل وحتى عصرنا هذا نرى نهراً متدفقاً من الأدب الذى أوحى به الكتاب المقدس  فهناك قواميس الكتاب و موسوعاته وفهارسه وأطالسه و معجامه . وهناك آلاف الكتب التى تدور حول اللاهوت والتربية المسيحية و الترانيم و المرسليات و لغات الكتاب وتاريخ الكنيسة والشخصيات الدينية  وفلسفة الدين .... وغيرها من المؤلفات التى لا تعد ولا تحصى .

   قال كنث لاتوريت المؤرخ المسيحى : من براهين عظمة السيد المسيح وتأثيره على البشر جميعاً أن هذه الحياه لم يعش مثلها أحد على كوكبناً قد أنتجت مجلدات من الإنتاج الأدبى وسط كل الشعوب وبكل اللغات ولا زال السيل ينهمر دون توقف .  وللكتاب أيضا تأثير فى الحضارة وكذلك فى حياةالإنسان المؤمن .

سابعاً : فريد فى وحدته : لا تناقض فيه نهائياً ، وإن وجدت بعض الأمور التى يعتقد الإنسان فى الوهلة الأولى أنها متناقضة ولكن بعد الدراسة والبحث يجد أنها أموراً منسجمة وتكمل بعضها البعض

ثامناً:- فريد فى رسالته :- رسالة سامية وعظيمة ومقدسة فهى رسالة المحبة بين الله والناس ، والسلام بين الإنسان وأخيه الإنسان . وهى أيضاً رسالة الغفران والتوبة ، ورسالة الفضيلة والحياة الأبدية .

تاسعاً:- فريد فى إعلاناته :- عن طبيعة الله الواحد والمثلث الأقانيم ،عن وجود السماء وجهنم والملائكة والأرواح الشريرة وأصل الكون ومصيره وعن الطبيعة البشرية .

عاشراً:- فريد فى نبواته :- عن ما حدث ويحدث الآن وسيحدث فى المستقبل ، وخصوصاً النبوات عن السيد المسيح و الخلاص الذى أعده لنا بموته على الصليب والقيامة .

 إحدى عشر :- فريد فى وعوده :- بالخلاص والحياة الأفضل وحماية الرب وبركته للمؤمنين ، والوعد بالغفران للتائبين والحياة الأبدية .
إثنى عشر :- فريد فى اختلاف طرق الوحى :- كلام وجه لوجه ، أحلام ، رؤيا ، إعلانات من السماء ، ملاك ، التجسد ، ظهور الله فى السيد المسيح ابن الإنسان ، الروح القدس .