حمدي رزق
الكرة الذهبية، «بالون دور»، حلم الملك الكروى المصرى «محمد صلاح»، يراها خاتمة مستحقة لحياته فى الملاعب الإنجليزية، مسك الختام كما يقولون، من ذا الذى كان ليتخيل لاعبا مصريا يعتلى قمة الكرة العالمية، يا لها من كرة ساحرة.
لسه الأحلام ممكنة، صحيح التوقعات بالفوز ليست فى شراعه، هناك تخمينات فى اتجاهات أخرى، لكنها تظل حلم عمره، صلاح يراها ليست مجرد إنجاز شخصى، بل هدف يحمل فى طياته آمال الشعب المصرى فى تتويج مستحق.
ورغم تقدم صلاح فى العمر، ٣٢ عامًا، لا يزال يحلم بالبالون دور، ولم لا ونجوم كبار مثل (كريستيانو رونالدو، ليونيل ميسى، لوكا مودريتش، وكريم بنزيما)، فازوا بالجائزة فى سن الثلاثينيات، فلم لا يفعلها صلاح، ولم لا تذهب إليه الكرة الذهبية طائعةً مختارة؟!
صلاح يحلم ويحلم، كلما خبا الحلم، يتجدد، وتجدد حلمه بالفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام، بات قاب قوسين أو أدنى، هكذا يقول فى حواره المهم مع مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية.
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار فى الملاعب الإنجليزية، رغم العكوسات التى تخيم على التوقعات المرئية للكرة الذهبية، صلاح يقدم موسمًا استثنائيًا مع «ليفربول»، يمتلك فى رصيده ٢٨ هدفًا فى صدارة جدول ترتيب هدافى الدورى الإنجليزى الممتاز موسم (٢٠٢٥/٢٠٢٤)، وارتقى أخيرا سلم المجد الكروى، صار خامس هدافى الدورى الإنجليزى الممتاز عبر التاريخ، برصيد ١٨٥ هدفًا، على بعد هدفين من الأسطورة الإنجليزية «أندى كول»، نجم نوتنجهام السابق. ما ينقص غلة صلاح الفوز بالكرة الذهبية، وسيفعلها، ورغم تقدمه فى السن، صلاح قادر، ويأتى بالعجيب، صلاح خارق كما يقول مديره الفنى «سلوت»، وشعبيا فى مصر صلاح «زى الجبنة القديمة كل ما يقدم يحلو»!.
ويكفيه جائزة حب المصريين، الجائزة القلبية لا تترجم رقميا فى بنك المحبة، من غير المذكور رقميا، صلاح فاز بقلوب المصريين جميعا، الطيبون فى صعيد مصر، والبسطاء فى سيناء وخط القنال، والفلاحون فى حقول بحرى، ينتظرون هدفا لصلاح (جوووول) فى كل مباراة، وينتظرون الفرحة الكبيرة يوم يعود إليهم بالذهبية المرتجاة.
من يحبه ربه يحبب فيه خلقه، وخلق كثير يحبون صلاح لله فى لله، وثقة فى الله، وثقة فى موهبته، وعطفا على طموحه، وجهده، وتعبه، وشغله على نفسه، ستأتى إليه الجائزة طائعة، لأنها توقعا من قلب محب مكتوبة لك، من حظك وسعدك ونصيبك، من يمنح الناس بعض السعادة يستحق أن يحمل لقب «صانع السعادة»، وله من السعادة نصيب، وصلاح منيته ومنى عينه «البالون دور».
الأرقام التى يحققها صلاح فى الدوريات الأوربية لم تأت من فراغ، وحصد العلامة الكاملة تهديفا وصناعة أهداف، ليس من قبيل الصدفة، الصدف ليست مستدامة ولا تتكرر، استثنائى صلاح، وتواضعه محل احترام أساطير الكرة العالمية وابتسامته تعلو وجهه البشوش، وسجدة شكر فى الملاعب لافتة، مواصفة لاعب مثالى.
ما تيسر من أحاديث صلاح الشحيحة، ومنها حديث مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الأخير، تنضح بالثقة، بعيدا تماما عن الغرور، والخبرة نضجا، صلاح لاعب كبير، ودماغه ثقيل، وفاهم وواعٍ ومدرك لمكانته، وواثق من قدراته، ومخطط لخطواته بدقة.. مثله واثق الخطوة يمشى ملكا.
يذهلك صلاح بإجاباته الذكية فيها كياسة، ولا ينسى أنه طموح للأفضل، ومن حقه الأفضل، وطمعان فى الذهبية، يراها حقه، وستذهب إليه مستقبلا، وإن غدا لناظره قريب.
نقلا عن المصرى اليوم