غرفة اللعب هي واحدة من أهم المساحات في المنزل التي تمثل عالم الطفل الخاص، حيث ينمو فيها خياله، وتتطور مهاراته الحسية والحركية والعقلية. ومن أهم عناصر تأثيث هذه الغرفة هي كراسي الأطفال، التي قد تبدو لأول وهلة جزءًا بسيطًا من الأثاث، لكنها تلعب دورًا كبيرًا في راحة الطفل وسلامته وتشجيعه على قضاء وقت ممتع داخل الغرفة. وفي هذا المقال، نقدم أهم المعايير والنصائح التي ينبغي مراعاتها عند اختيار الكراسي المثالية لغرفة لعب الأطفال.
 

الراحة هي الأساس

أول ما يجب التفكير فيه عند اختيار كراسي الأطفال لغرفة اللعب هو راحة الطفل أثناء الجلوس. فكر في الأنشطة التي سيقوم بها الطفل مثل، الرسم أو القراءة أو اللعب أو حتى الاستراحة. جميع هذه الأنشطة تتطلب أن يكون الجلوس مريحًا وغير مجهد. الكرسي المريح يجب أن يكون مزودًا بمسند ظهر مناسب، وأن يُبقي القدمين مستويتين على الأرض أو على مسند. هذا النوع من الدعم يساهم في الحفاظ على وضعية جلوس صحية للطفل، ما يقيه من مشاكل الظهر على المدى الطويل.
 
تجدر الإشارة إلى أن بعض الكراسي تأتي مبطنة بمادة ناعمة أو مبطنة بإسفنج خفيف، وهذا خيار ممتاز، خصوصًا للأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا في الجلوس على الكرسي. كما أن الأقمشة القطنية أو القماش الشبكي الخفيف تعتبر مناسبة في البيئات الحارة.
الأمان فوق كل شيء
 
لا يمكن أن تكون هناك غرفة لعب دون التفكير في السلامة، لذا فإن كراسي الأطفال يجب أن تكون مصممة بمعايير أمان صارمة. يُفضل اختيار كراسي ذات زوايا مستديرة وخالية من الحواف الحادة.
 
هذه الميزة تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابات عند التعثر أو الاصطدام بها أثناء اللعب.
 
من الأفضل أيضًا تجنب الكراسي المزودة بعجلات، لأنها قد تنزلق بسهولة وتؤدي إلى سقوط الطفل، خاصة إذا كانت الأرضية ناعمة أو ملساء. ويُنصح باختيار كراسي مصنوعة من مواد آمنة وغير سامة، حيث يميل بعض الأطفال إلى وضع الأشياء في أفواههم، خصوصًا في سن الحضانة.
 

الحجم المناسب لعمر الطفل

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثير من الأهالي هي شراء كراسٍ غير مناسبة لحجم أو عمر الطفل. الكرسي المثالي هو الذي يُمكِّن الطفل من الجلوس بوضعية سليمة، بحيث تكون الركبتان في زاوية قائمة والقدمين ملامستين للأرض.
 
لذلك، من الأفضل قياس الطول التقريبي للطفل قبل الشراء، أو الرجوع إلى الجداول المرفقة مع المنتج التي تحدد الفئة العمرية أو الطول المناسب لكل نوع من الكراسي. كما توجد كراسي قابلة للتعديل، وهي خيار ممتاز للنمو مع الطفل وتوفير المال على المدى الطويل.
 

المتانة وسهولة التنظيف

غرفة اللعب غالبًا ما تكون عرضة للفوضى، لذا من المهم جدًا اختيار كراسي متينة وسهلة التنظيف. يُفضل اختيار كراسي مصنوعة من مواد تتحمل الاستخدام اليومي المكثف، مثل البلاستيك القوي، أو الخشب المعالج والمطلي بطبقة مقاومة للخدوش.
 
أما بالنسبة للتنظيف، فاحرص على أن يكون سطح الكرسي غير قابل لامتصاص السوائل، وأن يمكن مسحه بسهولة بقطعة قماش مبللة. وهذا أمر ضروري خاصةً عند حدوث انسكابات من العصائر أو استخدام أدوات التلوين كالألوان المائية والطباشير.
 

التصميم الجذاب والألوان المحفّزة

غرفة اللعب هي مساحة للبهجة والطاقة الإيجابية، لذا يُفضل أن يكون تصميم الكراسي مرحًا وجاذبًا للطفل. تثير الألوان الزاهية حماسة الأطفال وتحفزهم على التفاعل مع البيئة المحيطة.
 
بعض الكراسي تأتي بأشكال مستوحاة من شخصيات كرتونية محببة أو حيوانات أو حتى مركبات. مثل هذه التصاميم تُشجّع الطفل على استخدام الكرسي بشكلٍ يومي. ومن الأفكار الجيدة أيضًا إشراك الطفل في اختيار اللون أو الشكل، مما يمنحه شعورًا بالمسؤولية والملكية.
 

تعدد الوظائف واستغلال المساحة

في كثير من الأحيان، تكون غرف اللعب صغيرة أو مشتركة بين أكثر من طفل. لذا فإن اختيار كراسي متعددة الاستخدامات يمكن أن يكون حلًا عمليًا وذكيًا. فهناك كراسي تتحول إلى صناديق تخزين، أو يمكن استخدامها كطاولات صغيرة للرسم والكتابة. كما توجد كراسي قابلة للطي، وهي مثالية في حالة الرغبة في توفير المساحة بعد انتهاء وقت اللعب.
 

مطابقة الكراسي لبيئة الغرفة

 

وأخيرًا، من المهم أن تتناسق الكراسي مع ديكور الغرفة العام من حيث الألوان والمواد. فاختيار كراسي تتماشى مع طاولة اللعب أو أرضية الغرفة يعزز من جمال المكان ويخلق بيئة متناسقة تُشجع الطفل على قضاء وقت أطول فيها.