بقلم د.ق يسطس الأورشليمى
أسس الأنبا باخوميوس بطبانيس (الأقصر) حوالي عام 320م، الذي كان جندى وثنى فى الجيش الرومانى وبعد حدوث قصة وليمة اهل اسنا مست نعمة الله قلبه وبعد الحرب ترك الجندية وتعلم الايمان المسيحى وتعمد على يد الانبا صرابيون اسقف دندرة ثم انطلق الى البرية وتتلمذ على يدي انبا بلامون والبسه الاسكيم المقدس ، وقد نظم انبا باخوميوس حياة الجماعة الديرية التى تتبع رئاسة واحدة ولها قانون واحد ( وقد تسلم هذه القوانين من الله نفسه عن طريق ملاك ارسله اليه ) وكانت حياة شركة منظمة ( وكان ذلك فى صعيد مصر) وقد سمى الأنبا باخوميوس بــ أب الشركة .
جاء بعدالقديس أنطونيوس الكبير القديس مكاريوس والأنبا باخوميوس، هؤلاء الذين أضاءوا شعلة الرهبنة في مصر ووضعوا أسسها وقواعدها. والتاريخ يحتفظ لكل واحد منهم بحقائق ودقائق الأسس التي وضعوها، والأديرة أو الرهبانيات التي أسسوها، وتلاميذهم الذين تسلموا الريادة من بعدهم. إذاً فالأمر واضح كل الوضح.
فمن أين جاءت النظريات الكاذبة لتنكر على الأقباط سبقهم في مجال تأسيس الرهبنة المسيحية ونشرها في العالم أجمع بعد ذلك؟!.
قواعد حياة الشركة الرهبانية بنظام العبادة والعمل (وباللاتينية Ora et Labora ). الذى أصبح إرثا للانبا شنودة الذي استطاع برؤيته اللاهوتية المتميزة أن يستخدم بعضًا من الفكر الفلسفى لكى يكشف عمق الحقيقة. فنجده فى وصفه للنفس ـ بالرأى والمعرفة ـ يقترب من الرؤية الأفلاطونية فى وصف النفس بذات التعبير ـ الرأى والمعرفة ـ وهو فى هذا لم يبتعد عن خط آباء الكنيسة فى وصف النفس .
نظام الشركة الرهبانية: تعتبر الديرية الباخومية ثالث الأدوار الكبري وخاتمتها في تطور الحياة الرهبانية في مصر التي أصطلح علي تسميتها بحياة الشركة فللمرة الأولي في تاريخ الرهبنة المسيحية نسمع عن أديرة منظمة ذات قوانين وضعية ونظم ثابتة تخضع لها كل جماعة كبيرها وصغيرها وتنسب الحركة الديرية إلي رائدها الأول وواضع أسسها وتنظيمتها الأنبا باخوم الذي يسمونه أب الشركة الذي بني أول دير في العالم لكي ندرك هذا النظام وتنسك ورهبنة العذارى.لم يكن نظام الشركة إجبارياً فى أديرة الأنبا شنودة بل أنه شجع حياة العزلة وكان المتوحدون يأتون للدير من وقت لأخر ليأخذوا لوازمهم من الخبز والماء أو ليحضروا الإجتماعات السنوية . وهكذا أجمع الأنبا شنودة بين النظامين الأنطونى والباخومى.
والأنبا شنودة الذي لقب برئيس المتوحدين الذي أسس مركز ديرياً كان له أهمية في تاريخ الديرية والقومية المصرية .
المرحلة الأولي :- داخل البيوت .
المرحلة الثانية:- بيوت العذارى تحت ارشاد الكنيسة.
المرحلة الثالثة:- هي أديرة العذارى، وقد بنى أول دير للعذارى القديس باخوميوس حيث أسس لأخته دير في طبانسين بلغ عدد راهباته (400) راهبة.
منقطة شنو بسكيون: أو شنيسيت وهي منطقة قصر الصياد بمحافظة قنا. اشهر جماعة فيها جماعة تحت قيادة القديس بلامون وهو أب القديس باخوميوس أب الشركة.
في صعيد مصر: أسس القديس باخوميوس3 أديرة للعذارى. أنشا أنبا شنودة رئيس المتوحدين مركز لرهبنة العذارى يضم (1800) راهبة.
ووفقًا لذلك نجد الأنبا باخوميوس، على الرغم من أنه كان الأب الروحى لمؤسسة رهبانية كبيرة، نجده ينتقل إلى أسقفية دندرة ويتجاوب مع رغبة أسقفها لبناء كنيسة لأبناء هذه المنطقة، ويذهب إلى هناك كل سبت وأحد ويخدم كقارئ بسيط للإنجيل حتى يتم رسامة كاهن لها.
كان القدّيس باسيليوس الكبير متأثراً بالقديس باخوميوس. الذي عاش وعلّم وكتب وركّز أسس المسيحيّة هناك. تشهد عليه آثار تلك المنطقة الممتدّة حتى شمالي بلاد ما بين النهرين وأرمينيا والكابادوك، بالإضافة إلى شهرة آباء الروح فيها في فقرات تاريخيّة سحيقة، ويبقى.. تحتوي هذه المدرسة حالياً بقايا حياة رهبانية (ومسيحية) تشارف على التلاشي بسبب اضطهاد مستديم تمارسه الدولة التركية.
كما انتشرت الرهبنة القبطية في العراق علي يد الراهب أوكين المصري الذي ترهب في أحد أديرة باخوميوس في اوائل القرن الرابع الذي تتلمذ على يد القديس أنطونيوس والقديس باخوميوس، وأسس هو و 70 راهب جماعات رهبانية وكثيرا من الأديرة علي النظام القبطي في العراق (الموصل) وشمال الجزيرة العربية وفارس (ايران) وفي ارمنيا.
وأيضا جيروم(أيرونيموس)342ـ420م Jerome ولد فى كويلا سوريا coeleswria نواحى سوريا وتعمد وتعلم فى روما، وزار فلسطين حوالى عام 374م وتوجد لمدة أربعة أو خمسة أعوام فى صحراء سوريا. زار مصر وعاش بين رهبانها فى أواخر القرن الرابع ، ونقل قوانين ونظم حياة الشركه التى للقديس باخوميوس إلى اللغة اللاتينية حوالى عام 404م فاعتبر أنه همزة وصل بين حضارة الشرق والغرب وكان قد عاش عدة سنوات فى وادى النطرون ثم زار جيروم الأديرة الباخومية في الصعيد وكتب عن نظام وقوانين الرهبنة الباخومية وكانت معه راهبة رومية تدعى باولا ثم سافر الأثنين إلى فلسطين واستقر حيث أسس جيروم ديراً للرجال وأسست باولا ديراً للراهبات من مالها الخاص وكان كل هؤلاء قد قاموا بنقل التراث الرهبانى القبطى إلى الغرب (وإلى فلسطين أيضا وقد تأثر القديس بندكت بهذة القوانين والنظام والحياة الرهبانية القبطية .
وكان القديس بندكت قد ولد عام 480م وتوفى عام 547م وبدأ حياته التوحيدية (متأثر بالنظام الانطونى) فى كهفsudiaco على بعد حوالى اربعين ميلا من روما ثم أسس فى حوالى عام 520م حياة رهبانية مشتركة على نظام القديس باخوميوس والذى نقله للغرب يوحنا كسيان ويقوم هذا النظام على اساس (الصلاة والعمل)والذى يسمى باللاتينية oraetladora (وهو غير النظام الذى يقوم على الصلاة فقط الذى يتبعه جماعة المصليين)كما وضعه القديس باخوميوس حوالى عام 320م، وسرعان ما انتشر هذا النظام على يد القديس بندكت (وكما يسمى بالفرنسية القديس بنوا benoit de bunursie)فى أوروبا كلها وانتشرت معه المسيحية حتى بين القبائل البربرية فى العصور الوسطى، وصارت أديرة البندكت مراكز للكرازة والتعليم وأنشأ المدارس والمستشفيات والملاجىء، ومراكز حضارية عملت على نشر الحضارة فى الغرب، ولذلك يدين لها الغرب بالفضل إلى اليوم، وهذا الفضل للتراث الرهبانى والحضارة المصرية والقبطية التى تأسس عليها هذا النظام وبجانب جيروم. القديس جيروم أسس الرهبنة في غربي أوربا الذي ترجم قوانين باخوميوس من اليونانيين إلى اللاتينية ثم انتشرت الرهبنة في باقي أوربا و الجزر البريطانية.
وقد دخلت الرهبنة إلى الحبشة سنة 480 م عندما أخذ ابا ارجواى الإسكيم المقدس من القديس أبنا باخوميوس أب الشركة وكان ارجواى أو ارجاوى هو المتقدم بين تسعة من الرهبان الأقباط الذين أخذوا شكل الرهبنة من القديس باخوميوس بينما قضوا شطرا من حياتهم مع تلميذه الأنبا تادرس والكلمة ارجاوى تعنى فى الحبشة " الشيخ الروحانى" أما اسمه الحقيقى فهو زا مايكائيل " زاد = الكبير، ميخائيل وهو نفس المعنى ميخائيل الكبير باعتبارة المتقدم فيهم، وقد أمرهم القديس تادرس بالتوجة إلى الحبشة حسبما أوصى القديس باخوميوس. وفى القرن الخامس الميلادى توجهت مجموعة من الرهبان الأقباط أقاموا بها وثبتوا شعبها فى عقيدة الطبيعة الواحدة وكذلك فقد أرسل البابا بنيامين (البابا 38) راهبا إلى هناك سنة 660 م لتثبيت الشعب هناك فى الإيمان .
وتدل المصادر على أن معظمهم كان على اتصال بدير الأنبا باخوميوس فى مصر، ويقول التقليد أن أنبا يحنس كاما والأنبا متى والأنبا ليبانوس قد أُرسِلوا إلى الحبشة فى أوقات مختلفة بأمر من القديس باخوميوس لتعليم الشعب فعلا، وقد قام كل هؤلاء من الرهبان بتعليم الشعب هناك وتأسيس الأديرة هناك وعلى الرغم من أن أغلب تلك الكنائس والأديرة التى أسسوها قد تحولت الان الى اثار والى مزارات ويقع دير الأنبا يحنس ودير الأنبا ليبانوس فى مدخل اريتريا