تستعد قناة "الوثائقية" لعرض الجزء الأول من الفيلم الوثائقي الجديد "الزعيم.. رحلة عادل إمام" غدا في تمام الساعة العاشرة مساء، في حدث فني وثقافي بارز يحتفي بمسيرة أحد أعظم نجوم الفن المصري والعربي.
الفيلم يوثق حياة الفنان الكبير عادل إمام منذ نشأته بوسط القاهرة في أربعينيات القرن العشرين، حيث كان ينتمي إلى الطبقة الوسطى، مرورا بمراحل تطور موهبته الفنية منذ بداياته في المدارس والمسرح الجامعي، وصولا إلى احتراف التمثيل وتألقه في الستينيات، ثم صعود نجوميته خلال السبعينيات والثمانينيات، وبريقه الفني في التسعينيات التي شهدت تقديمه لأعمال فنية ناقشت قضايا اجتماعية وسياسية هامة.
الفيلم الوثائقي الذي أنتج تحت إشراف شريف سعيد، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ويعد ثمرة جهد استمر أكثر من عام، يقدم شهادات حصرية من نجوم الفن المصري الذين تحدثوا عن شخصية عادل إمام القوية وأعماله الفنية التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ السينما والمسرح المصري.
كما يعرض الفيلم لقطات أرشيفية نادرة، بعضها يعرض تلفزيونيا لأول مرة، توثق محطات مهمة في حياة الزعيم، بما في ذلك مواجهته للجماعات الإرهابية ومحاولات اغتياله عقب زيارته لأسيوط، مما يبرز دوره السياسي والاجتماعي والثقافي على المستويين المحلي والعربي والدولي.
يتميز الفيلم بتقديمه رؤية شاملة عن عادل إمام ليس فقط كنجم كوميدي، بل كفنان منتمي للطبقة الوسطى انعكست تطوراتها على فنه وأدواره التي كانت مرآة للمجتمع المصري عبر عقود، كما يتناول الفيلم جوانب مختلفة من حياته الشخصية والفنية، مدعوما بشهادات من أصدقائه وزملائه مثل يسرا، إلهام شاهين، لبلبة، شريف منير، والمخرجين علي إدريس ووائل إحسان، بالإضافة إلى كتاب وصحفيين ونقاد فنيين، ما يجعل العمل توثيقا غنيا ومتكاملا لمسيرة الزعيم.
الفيلم الوثائقي "الزعيم" سيعرض على جزأين، حيث يمثل الجزء الأول مدخلا لتاريخ طويل وغني، ويؤكد شريف سعيد أن العمل ليس النهاية بل بداية لسلسلة أفلام توثيقية أخرى عن رموز الفن المصري، مع التركيز على أهمية توثيق حياة هؤلاء الفنانين بما يتناسب مع تراثهم الفني وتأثيرهم الثقافي.
كما أشار إلى التحديات التي واجهها فريق العمل، خاصة في جمع المواد الأرشيفية والمقابلات، مع الحفاظ على جودة الإنتاج رغم التكاليف العالية التي تتطلبها صناعة الأفلام الوثائقية.
يأتي عرض الفيلم في وقت يحتفل فيه عادل إمام بعيد ميلاده 85، ليكون تكريما مستحقا لمسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من نصف قرن، استطاع خلالها أن يحفر اسمه في ذاكرة الجمهور العربي، ويظل رمزا للتمثيل والكوميديا والرسائل الاجتماعية والسياسية التي حملها عبر أعماله.