القمص رويس الجاولى
وهو المعروف بابو العلا فهد بن ابراهيم من ارياف مصر وقد كان نائبا لابو الفتوح برجوان المتولى منصب الوساطة سنة ٩٩٧ م وقد اعتمد عليه برجوان كثيرا فى العديد من الامور وقد لقبه بالرئيس فاحسن فى تدبير الامور المسنودة إليه وبسبب زيادة نفوذ برجوان أمر الخليفة الحاكم بأمر الله بقتله فى ٢٦ ربيع الاخر سنة ٣٩٠هجرية وبعد قتل برجوان استدعى الحاكم بامر الله ابا العلا وعهد إليه بالوزارة وقد اورد المقريزى على لسان الحاكم بامر الله قائلاً ( أنت كاتبى وصاحبك برجوان عبدى وهو كان الواسطة بينى وبينك وجرت منه أشياء انكرتها عليه فجاريته عليها بما استوجبته فكن انت على رسمك فى كتابتك آمنا على نفسك ومالك ) ثم جمع الحاكم بامر الله رجال دولته وقال لهم ( ان هذا فهد كان أمس كاتب برجوان عبدى وهو اليوم وزيرى فاسمعوا له واطيعوه ووفوه شروطه فى التقدم عليكم وتوفروا على مراعاة الأعمال وحراسة الاموال ) ثم قال الخليفة لابا العلا ( أنا حامد لك وراض عنك وهؤلاء الكتاب خدمى فاعرف حقوقهم واحسن معاملتهم واحفظ حرمتهم وزد فى واجب من يستحق الزيادة بكفايته وامانته وتقدم بان يكتب الى سائر ولاة البلاد والاعمال بالسبب الواجب لقتل برجوان )

وقد اجتهد فهد فى تدبير شئون الدولة ورعاية مصالحها أحسن رعاية .

وقد جاء فى كتاب تاريخ البطاركة انه لما اراد الحاكم بامر الله ان يجعل كبار الكتاب الاقباط يتخلون عن دينهم كان الرئيس فهد من بين الرؤساء العشرة الذين اختارهم لهذا الغرض فاحضره بين يديه وقال له ( أنت تعلم أنى اصطفيتك وقدمتك على كل من فى دولتى فاسمع منى وكن معى فى دينى فارفعك أكثر مما أنت فيه وتكون لى مثل أخ ) فلم يجبه إلى قوله فامر ان يضرب عنقه بالسيف وحرق جسده بالنار وظلت النار مشتعلة ثلاثة ايام ولم يحترق وبقيت يده اليمنى التى كان يمدها للصدقة فى كل وقت سليمة كأن النار لم تكن منها البته .

وجاء فى كتاب الخطط التوفيقية أن الرئيس أبو العلا فهد بن ابراهيم كان ينظر فى أمر المملكةمع قائد القواد الحسين بن جوهر وكان الحاكم بأمر الله يرغبه فى ترك مذهبه بوعود عظيمة فلم يقبل فقطع رقبته وامر بحرق جسمه ولكن الله حماه من الاحتراق ودفن فى الركن القبلى من كنيسة القديس مرقوريوس التى شيدها فى دير الخندق .

وقال المقريزى فى خططه وقتل فهد بن ابراهيم بعد ان استمر فى الرئاسة خمس سنين وتسعة أشهر واثنا عشر يوما .

وقد انتقم الله شر انتقام من الاشرار الذين سعوا بالرئيس ابى العلا لدى الخليفة وغيروا قلبه عليه فقد كان على بن عمر بن العداس هو الذى حرك قلب الحاكم بأمر الله فلم يمض على استشهاد فهد 29 يوم حتى قُتل على ثم قُتل شريكه طاهر محمود بن النحوى .

بركة الشهيد فهد بن ابراهيم تكون معانا.