القمص رويس الجاولى
سفر المكابيين الأول ( ١ مك )
+++++++++++
مقدمة
+++++++++++
اول من اطلق إسم المكابيين على هذين السفرين هو يوسيفوس المؤرخ اليهودي.
يغطي سفر المكابيين الأول الفترة ما بين ملك انطيوخس ابيفانوس سنة ١٧٥ ق م وحتى موت سمعان سنة ١٣٥ ق. م ( اي حوالي ٤٠ سنة ). بينما يغطي سفر المكابيين الثاني الفترة من سنة ١٧٥ ق.م وحتى سنة ١٦٠ ق.م. وسفر المكابيين الثاني ليس ملخصاً لمكابيين الأول. بل هو سفر مستقل يذكر بالتفصيل أعمال يهوذا المكابي بالذات.
كتب يوحنا هركانوس سفر المكابيين الأول تقريباً ما بين سنة ١١٠: ٨٠ ق.م. اما سفر المكابيين الثاني فهو يمثل ملخصاً يونانيا لخمس كتب دونه ياسون القيرواني وهو يهودي اسكندري كتبه باليونانية.
لايعرف ما هو أصل تسمية المكابيين بدقة ولكن هناك احتمالين:
الاول: نسية إلى يهوذا اشهر اولاد متتيا واقواهم ولهذا لقبوه ب ( مكبة ) اي مطرقة ومنها جاء اسم المكابيين.
والثاني: مأخوذ من كلمة ( مكبي ) وهي اختصار لاربعة كلمات عبرية هي: ( مي - كاموخا - باليم - يهوه ) ومعناها ( من مثلك بين الأقوياء يا الله) ... وهو الرأي الارجح.
يذخر سفرا المكابيين بالكثير من الأحداث، إلا أن محورهما الرئيسي هو: الحياة الليتورجية لليهود. فقد ثار اليهود حالما صدر الأمر بإيقاف الخدمة في الهيكل، وحظر العمل بالشريعة.
فقد كانت الأمة تستمد قوتها وعزيمتها من الشريعة، فما ان اختلت الحياة الطقسية حتى اضطربت تبعاً لذلك الحياة العامة بشتى وجوهها، وانحرفت الأمة إلي هوة الرذيلة. وكان انطيوخس ابيفانوس قد اقام شناعة الخراب على مذبح المحرقة، وحول الهيكل إلى معبد للإله زيوس ( زفس ) أع ١٩: ٣٥. وسعى إلى أغرقة البلاد ( تحويل اليهود الى الاغريقية اليونانية). ولكن اليهود ما أن حققوا أولى انتصاراتهم على السلوقيين، حتى بدأوا في إجراءات تطهير الهيكل ثم تدشينه والاحتفال بعيد عظيم يسمى عيد التجديد او الأنوار او الحانوكا. فاستقام حال الأمة من جديد.
في بداية صراع اليهود مع السلوقيين تكاتف جماعة الكهنة واللاويين والكتبة، مع الحشمونيين ( متتيا الكاهن وأولاده). فما ان تحول الأخيرون ومالوا إلى التوسع والمكاسب السياسية، حتى تخلوا عنهم مهتمين بحياة ة
الفضيلة. ومن هنا أطلق عليهم ( جماعة التقاة ). واستحوذ الحشمونيين على رتبة رئاسة الكهنوت. ولم يكن من السهل أن يجمع القائد ما بين الحروب والأنشطة السياسية من جهة، والعمل الكهنوتي والطقوس ودراسة الأسفار المقدسة من جهة أخرى. فقد فشلوا في الناحيتين. وضعفت الأمة من جديد.
وقد نال سفري المكابيين اهتماما كبيرا من العلماء والمتخصصين باعتبارهما مستودعاً ثميناً للحقائق التاريخية. ومادة كتابية هامة في تفسير العديد من النبوات، لا سيما في أسفار الشريعة واشعياء وزكريا وبالأخص دانيال. وهي نبوات تتعلق بتدنيس الهيكل وتطهيره واضطهاد ابيفانوس ونشاطه العسكري والسياسي ودور البطالمة في منطقة اليهودية، ثم جماعتي اليهود الأتقياء واليهود المرتدين ( المتأغرقين ) وغيرها من أحداث تلك الحقبة.
يجسد سفرا المكابيين قصة شعب اليهود حين ثاروا على النظام الذي فرضه عليهم الملوك السلوقيين، خلفاء الاسكندر الأكبر والمالكون في انطاكية وسوريا وهم:
١- سلوقس الرابع ( ١٨٧-١٧٥ ق.م)
٢- انطيوخس الرابع ( ابيفانوس) وقد أسماه اليهود ابيمانوس اي المجنون ( ١٧٥-١٦٤ ق.م)
٣- انطيوخس الخامس ( ١٦٤-١٦٢ ق.م)
٤- ديمتريوس الأول ( ١٦٢-١٥٠ ق.م)
٥- اسكندر بالاس ( ١٥٠-١٤٥ ق.م )
٦- وأخيراً الملكان المتنافسان ديمتريوس الثاني ( ١٤٥-١٣٨ ق.م )
وانطيوخس السادس ( ١٤٥-١٤٢ ق.م).
+++ اما عن قادة اليهود:
١+ قاد يهوذا المكابي الحرب من سنة ١٦٦-١٦٠ ق.م ضد القواد الذين تعاقبوا على رأس الجيش السلوقي.
٢+ وبعد موته خلفه أخوه يوناثان ( ١٦٠-١٤٢) ق.م ولكن حربه كانت سياسية لا عسكرية. فأعطاه الملك اسكندر بالاس لقب رئيس الكهنة. ومات يوناثان سنة ١٤٢ ق م مقتولاً بيد تريفون القائد السوري الذي كان يطمح إلى عرش انطيوخس السادس.
٣+ خلفه أخوه سمعان ( ١٤٢-١٣٤) ق.م واعطاه الملك ديمتريوس الثاني لقب رئيس الكهنة أيضاً. فعاد إلى المواجهة العسكرية ونال استقلالاً ذاتياً لشعبه.
٤+ ثم خلفه يوحنا هركانوس .
++ وهكذا يعتبر سمعان المكابي مؤسس سلالة الحشمونيين اليهودية.
+++ أسفار المكابيين والنبوات:
(1مك1:1-10) نرى هنا غزو الإسكندر للعالم وهذا ما تنبأ عنه دانيال (دا 5:8، 8؛ 3:11-4).
(1مك17:1-22؛ 2مك1:5 ، 11) نرى فيها الحروب بين ملوك الشمال (سوريا) وملوك الجنوب (مصر) وهذه تنبأ عنها دانيال (دا 10:11-12، 15، 16)
(2مك7:3، 24) عن إرسال الملك رسول ليجلب الجزية فصرعته قوة الله هو ومن معه وهذه تنبأ عنها دانيال (دا 20:11).
٤. 4. خروج أنطيوخس أبيفانيوس (1مك11:1؛ 2مك7:4) وهذه تنبأ عنها دانيال (دا 21:11). وعن تعظيم هذا الملك (2مك21:5؛ 2مك8:9-10) وقارن مع (دا 36:11)
(1مك57:1) عن رجسة الخراب التي قال عنها دانيال (دا 31:11).
٦. ظهور حزب اليونانيين المنحرفين، وظهور الحسيديين (1مك42:2؛ 12:1-16؛ 2مك10:4-15) وتنبأ دانيال عن هذا (دا 32:11، 33).