حمدى رزق

إذا جاك الزلزال نام تحت السرير، النصيحة الذهبية للوقاية من الهزات الأرضية.

البيان لم يخفف من قلق المصريين، بطبعهم قلقون، يتداولون الاحتياطيات الوقائية فى حالة الزلازل الأرضية، اختبئ تحت طاولة قوية أو سرير، غطِّ رأسك ورقبتك، لا تستخدم المصعد، وهلم جرا..

 

حديث الزلزال يسرى، وتوابعه مقلقة، صار ترند الفجر، حذار، لا تتحرك، ثابت فى مكانك، لا تهرع إلى الخارج، أكثر أمانًا النوم تحت السرير، هل جربت النوم تحت السرير يا صاح؟!

 

اللهم ارزقنا لطف القدر، هكذا تمتم الطيبون فى صلاة الفجر، ورتلوا ترتيلًا سورة «الزَّلْزَلَة»، سورة مدنية، آياتها 8، وترتيبها فى المصحف 99، فى الجزء الثلاثين.

 

«زلزال نص الليل» فى الفضاء الإلكترونى ضربنا بقسوة، تحس إن القيامة قامت، أقض مضاجع المصريين، لم يهنئوا بنوم عميق، زلزال نص الليل أطار النوم وخلف اضطرابا عظيما، البعض اتبع النصيحة ونام تحت السرير.

 

على قلق كأن الريح تحتى، صدى زلزال «كريت». حدث الساعة 1:51:15 صباحًا بقوة 6،4 ريختر، ظرفاء موقع التواصل الاجتماعى قلبوها سخرية، نكات لطيفة، يسخرون من الزلزال، ويمزحون، أجمل حاجة فى الشعب المصرى سخريته، ينشطون سخرية فى الزلازل والبراكين، يعالجون القلق بالسخرية!

 

الطيبون يعالجون الخوف بالدعاء، وخير الدعاء فى حالة الزلازل «اللهمَّ يا خفىّ الألطاف نَجِّنا مما نخاف»، يسمونه «دعاء الزلزلة»، ومما نخاف الزَّلْزال، الهَزَّة الأَرْضِيَّة، ظاهرة طبيعية عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية، تحدث فى ثوان معدودة، تنتج عن حركة الصفائح الصخرية فى القشرة الأرضية، ويسمى مركز الزلزال «البؤرة».

 

يتبع الزلزال بارتدادات تسمى أمواجًا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية للأرض نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الصخرية. وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات فى طبقات القشرة الأرضية.

 

تؤدى الزلازل إلى تشقق الأرض ونضوب الينابيع أو تفجر ينابيع جديدة أو ارتفاعات وانخفاضات فى القشرة الأرضية وأيضًا حدوث أمواج عالية تحت سطح البحر (تسانومى).

 

فضلًا عن آثارها التخريبية للمبانى والمواصلات والمنشآت، الزلازل قد تحدث خرابًا كبيرًا كما حدث فى وديان مراكش العزيزة.

 

قلق المصريين له ما يبرره، جربوا وقع الزلزال عام 1992 فى يوم 12 أكتوبر، عند الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا تقريبا، وكان مركزه السطحى بالقرب من دهشور على بعد 35 كيلومترا إلى الجنوب الغربى من القاهرة، استمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريبًا مما أصاب معظم بيوت شمال مصر، القديمة منها، بتصدعات وبعضها تهدم، فاكرين عمارة كاملة الشهيرة.

 

مع زلزال الأمس (نص الليل) يستعيد العجائز ذكريات عبرت، وحكايات يشيب لها الولدان، نحن جيل الزلزال الكبير، لايزال شيوخنا يقصون حكايات جاوزها الزمن.

 

 

زلزال نص الليل أجج الذكرى، وذكريات زلزال أكتوبر لاتزال تؤرق الطيبين، ومع كل هزة أرضية ركبهم تخبط فى بعضها، رهاب الزلازل لايزال مسيطر على أعماق المصريين، ذكريات عبرت، هكذا حال المصريين وهم يتداولون سيرة زلزال الأمس.

نقلا عن المصرى اليوم